111

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

فاحتج أبي ﵁ بهذه الآيات التي تلاها من سورة الجمعة، والحشر، والأنفال؛ مما يدل على اعتمادهم لمضمون هذه القاعدة في الترجيح بين الأقوال. وفي استنباط علي بن أبي طالب ﵁ أقل مدة الحمل من قوله تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ (١) ومن قوله: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ (٢)، واعتراضه بذلك على حكم عمر ﵁ بالرجم على المرأة التي ولدت لستة أشهر، ونزول عمر ﵁ عن رأيه لأكبر دليل على اعتمادهم لما تقرره هذه القاعدة (٣). كما اهتم الصحابة ومن تبعهم رضوان الله عليهم بتفسير القرآن بناءً على ضوابط وقواعد أخرى، ومن تلك القواعد على سبيل المثال: الترجيح بناءً على السياق، فعلى الرغم من أن التفسير في عهد الصحابة الكرام كان ذا طابع جزئي يُعنى بتفسير المفردة القرآنية، إلا أنه لم يكن يغفل سياقها؛ ولهذا جاء تفسيرهم سليمًا خاليًا من الخلل بعامة، وإن لم يكن قد ورد عنهم صراحة ما يعد توصيفًا للسياق وتأصيلًا له، عدا إشارات قد تدل علي ما نحن بصدده، ومن ذلك إنكار عبد الله بن عمر ﵄ على الخوارج، ونعته لهم بأنهم شرار الخلق، حين عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار؛ فجعلوها في المسلمين (٤) وهذا لا يكون إلا بتجاهل السياق.

(١) سورة الأحقاف، الآية (١٥). (٢) سورة البقرة، الآية (٢٣٣). (٣) أخرجه البيهقي في سننه، باب ما جاء في أقل الحمل، ج ٧، ص ٤٤٢، ح-١٥٣٢٦. (٤) صحيح البخاري، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب قتل الخوارج والملحدين، ج ٦، ص ٢٥٣٩، ح-.

1 / 114