363

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

ناشر

دار الأماجد للطباعة والنشر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

يبين غاية تنعمهم بذكر الله، ومحبته، فالخوف من التعذب بمخلوق، والرجاء له يسوقه إلى محبة الله التي هي الأصل، وهذا كله ينبني على أصل المحبة" (^١).
وبذلك يتبين بطلان الحديث المرفوع إلى النبي ﷺ عن شداد بن أوس قال: (بكى شعيب النبي ﷺ من حب الله حتى عمي، فرد الله إليه بصره، وأوحى إليه: يا شعيب ما هذا البكاء؟ أشوقًا إلى الجنة، أم خوفًا من النار، قال: إلهي وسيدي أنت تعلم ما أبكي شوقًا إلى جنتك، ولا خوفًا من النار، ولكني اعتدت حبك بقلبي، فإذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي يصنع بي، فأوحى الله إليه: يا شعيب إن يك ذلك حقًا فهنيئًا لك لقائي يا شعيب؛ لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي) (^٢).
ويتبيَّن ضعف الحديث بما يلي:-
١ - مخالفة الحديث لنص القرآن، حيث ذكر الله تعالى حال جملة من الأنبياء في عبادتهم ودعائهم لله ﵎، وأنهم كانوا يدعونه خوفًا من عذابه، وطمعًا ورجاء في ثوابه، كما قال سبحانه: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠)﴾ [الأنبياء: ٩٠]، ونبي الله شعيب شأنه شأن هؤلاء الأنبياء ممن عبد الله حبًا لذاته وخوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه؛ ولذا عندما أعرض قومه عن دعوته حذرهم من عذاب الله كما قال ﷿: ﴿وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ

= الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيًا (٤/ ٢١٨٠)، برقم (٢٨٣٥)، من حديث جابر بن عبد الله ﵁.
(^١) مجموع الفتاوى (١٠/ ٦٢ - ٦٤).
(^٢) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣١٥)، ترجمة رقم (٣٣٦٢)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (٩/ ١٩)، ترجمة رقم (٧٥١)، وكنز العمال (١٢/ ٢١٦)، برقم (٣٥٥٨٠)، كلهم من رواية: إسماعيل بن الحسن بن بندار الأستراباذي.

1 / 364