إهداء الكتاب
إلى ابنتي العزيزة
أنت اليوم طفلة في المهد تسرك ابتسامتي، ويكفيك حنوي، وطفلة اليوم أم الغد، فاسلمي وعيشي لتدركي من الحياة دور الأمل والعمل، وليكون لك يد في نشأة المجتمع الإنساني. إلا إنه ليعوزك دون ذلك العلم القليل، والتربية الصحيحة، والتجربة والاختبار.
والزمان قلب، والغد مجهول، فقد لا أكون إلى جانبك إذ ذاك فترجعين يا عزيزتي، إلى هذا الكتاب وهو ثمرة عقل ناضجة ونتيجة اختبار صادقة، فتؤثرين العمل بما فيه من الآراء السديدة على ما يحدو إليه نزق الشباب أو جنون الصبا، وطيش الرعونة.
أي عزيزتي، إنه ليفرح نفسي - أنى تكون - أن ترجعي إلى ما كتبه شارل وانير وأمثاله من كرام الكتاب الاجتماعيين إذا ما أعوزتك النصيحة، فإن في آرائهم ما قد ينوب عن نصيحة أم ثوت، أو والد قبر.
هذه هديتي إليك، فإن تعلمت علما صحيحا وكنت رقيقة العواطف عرفت منها كم كنت أحبك وأرغب في نفعك.
والدتك
وسيلة
14 ديسمبر سنة 1911، عيد ميلادك
كلمة للمعربة
صفحه نامشخص