روح عظيم المهاتما غاندي
روح عظيم المهاتما غاندي
ژانرها
وبحق جعل الهنود مغزله شارة الهند على علمها المثلث، ذي اللون «الأخضر، الأبيض، البرتقالي» ... وحولوه إلى مغزل «بوذا» الذي يغزل به خيوط الحياة.
وقد وعى القوم درسهم من الحرب العالمية الأولى، فلما نشبت الحرب العالمية الثانية لم يقبلوا كما قبلوا في الحرب الأولى أن يبيعوا عاجلا بنسيء، وأخذوا على أنفسهم العهد أن ينصروا قضية الديمقراطية، وأخذوا على الإنجليز العهد أن يكون لهم من هذه الديمقراطية نصيب لا وكس فيه ولا تسويف، وكان غاندي على طليعة «المتطرفين» في هذه الحملة؛ لأنه جعل نداءها على كل لسان: «اتركوا الهند» ... وأصر على الجلاء بغير شرط ولا قيد ولا تسويف.
غاندي بين حفيدتيه.
وبدأت هذه الحملة والحرب قائمة، والجيوش اليابانية تغير على بورما وسنغافورة، وتجد لها أشياعا في داخل الهند من أبنائها الذين استجابوا لدعوة (آسيا للآسيويين).
وكانت مسألة الخلافة الإسلامية قد انتهت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، فعمل المسلمون في الحركة الوطنية غير مرتبطين بخطة من خطط السياسة البريطانية قبل دولة الخلافة، سواء فيما اختاروه من مقاومة أو وفاق.
وراحت حكومة بريطانيا العظمى تقترح الحل بعد الحل، وتشرع النظام بعد النظام، وتستشير تارة وتنفرد بالرأي تارة أخرى، فانتهت إلى حل موقوت في حكم البلاد الهندية بجملتها ريثما تنجلي عنها وتنفض من تبعاتها كلتا يديها، وهو حل الحكومة الاتحادية التي يقوم عليها مجلس وزراء وهيئة نيابة يشترك فيها الهندوسيون والمسلمون.
فحبط هذا الحل أمام عقبة كأداء تنفرد بها الهند خاصة بين بلاد العالم، وهي عقبة الأقليات.
وليس شأنها في الهند كشأنها في سائر البلاد الأخرى؛ لأنها في الهند أقليات وليست بأقليات.
فالمسلمون في الهند كثرة غالبة في بعض الأقاليم، وقلة صغيرة في بعض الأقاليم، وقلة كبيرة في أقاليم أخرى.
وبينهم وبين الهندوسيين اختلاف شديد في الجنس واللغة والعقيدة، لخصه السيد محمد علي جناح رئيس الرابطة الإسلامية في كلمة واحدة حين قال: كيف يحكم بنظام واحد قوم يعبدون البقرة وقوم يأكلونها؟
صفحه نامشخص