روح عظيم المهاتما غاندي
روح عظيم المهاتما غاندي
ژانرها
ويظهر في كل دورة من الدورات أربعة وعشرون إماما متلاحقين على حسب الحاجة التي تدعو إليهم، ثم يفارقون عالم الجسد إلى غير عودة؛ لأنهم يخلصون من الجسد أرواحا مصفاة، لا تبقى فيها بقية من شوائب المادة تردهم إلى حياة التجسيد.
والإمام الذي يدين به غاندي هو آخر هؤلاء الأئمة في هذه الدورة الدهرية، ظهر في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت دعوته معاصرة للدعوة البوذية، ولعلها قد سبقتها بجيل أو نحو جيل ... أما إذا أخذنا بكلام أتباعها فهي أقدم من ذلك بعدة أجيال، بل بعدة دورات من آماد الأزل القديم.
ويسمى هذا الإمام «ترثنكارا ماهاڨيرا
Tirthankara Mahavira » وهو اسم مركب من عدة أسماء، معناها: البطل العظيم صانع المعبر أو القنطرة، كناية عن العبور باتباعه في طريق النجاة.
فكلمة «ترثا» معناها المعبر أو القنطرة، وكلمة «كارا» معناها الذي يصنع، وكلمة «ڨيرا» معناها البطل أو الظافر، وكلمة «ماها» معناها العظيم، ومنها كلمة «المهاتما» التي لقب بها غاندي بمعنى الروح العظيم.
والظفر الأعظم الذي يستحق به الإمام لقب الغلاب أو «الجينا» من كلمة «جي» - أي: النصر - هو الظفر على الشهوات الكبرى، وهي الغضب والكبرياء والجشع والخداع، ومن الشهوات التي يتغلب عليها ما هو دون ذلك في القوة وصعوبة المراس، وهي الهم والخوف والاشمئزاز ولذة الجنس، وما إليها من اللذات.
وخلاصة الدين عندهم اجتناب الإضرار بجميع الأحياء.
ويلخصون هذه الخلاصة في كلمة واحدة هي كلمة «أهمسا» ... وهي كلمة مركبة من كلمتين: همزة النفي عندهم، وهمسا: بمعنى الإضرار.
وهم لأجل ذلك نباتيون لا يبيحون أكل الحيوان على اختلافه، فيحرمون لحوم جميع الأحياء من الأنعام والماشية والسمك والطير، ولا يأكلون البيض والشهد، ويستثنون اللبن لأنه مما يرضعه الإنسان في مهده، فلا تحرم عليه «الألبان»؛ لأن الرضاعة مقترنة بالرحمة والحنان.
ومن عجائب اعتقادهم أنهم آمنوا بوجود ألوف الألوف من الجسيمات الحية التي لا تراها العين قبل أن يعرفها العلم الحديث، فحرموا الخمرة والجعة ؛ لأن الاختمار يقضي على تلك الأحياء، وحرم غلاتهم كل نبات ينمو تحت الأرض - كالبطاطس والفجل والجزر - لاعتقادهم أنها تحمل من باطن الأرض ألوفا لا عداد لها من تلك الأحياء الصغار.
صفحه نامشخص