الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
ژانرها
أما بيرابو فإنه انتظرها إلى أن فرغت من القراءة، فقال: والآن يا سيدتي، ألا تجرين شيئا لأجلي؟
ولم تجبه بشيء بل قالت له: اصبر وانتظرني قليلا إلى أن أعود إليك.
ثم تركته ومضت إلى أندريا وأخبرته بما كان بينهما، وأعطته الرسالة، فتلاها مرارا وهو يقول: قد تم الأمر على أكثر ما كنا نرجو، وهو فوق المأمول.
ثم نظر إلى باكارا وقال لها: والآن أيتها العزيزة، اذهبي إلى بيرابو وقولي له أن يذهب في الساعة العاشرة إلى شارع الحية نمرة 19، وأن يسأل هناك عن مدام كوكليت، وأن يعتمد عليها بالحرص على سريز. - أهذا كل ما تريده؟ - نعم، وحذريه أيضا من أن يبوح بأمر لفرناند إذا سأله عن السبب في قطع العلائق وعن رسالة هرمين، وعندما يذهب ارجعي إلي لأطلعك على ما يجب أن نصنعه بهذه الرسالة، واعلمي أنك إذا صبرت وعقلت، فإن فرناند يكون عندك ولا يخرج إلا بأمرك.
فخرجت باكارا والفرح ملء فؤادها، أما أندريا فإنه نادى فاني وقال لها: اركبي في مركبة سيدتك وخذي هذه الرسالة إلى أختها سريز، وإذا سألتك عنها لا تجيبي بشيء، بل قولي إنها في أشد حالات القلق، وخذي هذه الدنانير واستعيني بها على حالك.
وبعد ذلك ذهب أندريا من منزل باكارا، وأمر السائق أن يسير به إلى شارع الحية نمرة 19. (14) بيرابو
أما فاني فإنها ركبت مركبة سيدتها، وسارت بها إلى سريز، وكانت سريز قد قضت عدة ساعات من النهار في منزل صديقتها حنة، وأحبت أن تستعيض عما أضاعته من الوقت في النهار بالشغل في الليل، ولما دخلت فاني رأتها منكبة على شغلها تعمل بمزيد الرغبة والاجتهاد.
وانذهلت عندما رأت فاني قادمة إليها في مثل هذه الساعة، ولكنها لم تلبث أن قرأت رسالة أختها حتى استحال انذهالها إلى حزن عميق وقلق عظيم، وقالت: بالله قولي ما أصاب أختي؟ - لا أعلم، ولكنها كانت شديدة الاضطراب عندما سلمتني هذه الرسالة، حتى إني خشيت عليها من الجنون.
ونهضت سريز ولبست ثيابها بمنتهى السرعة، وقالت لفاني: أسرعي إليها وأخبريها عن ذهابي.
ثم خرجت من المنزل، وذهبت إلى أقرب محل تجتمع فيه المركبات، واستأجرت واحدة منها، وقد أنفت من الركوب في مركبة أختها، وقالت للسائق: أسرع بي إلى شارع الحية نمرة 19.
صفحه نامشخص