393

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرها

وقد كثر ترددي على هذا البيت، وفي كل يوم ألقى دليلا جديدا من الفتاة على ميلها لي، حتى لقد بت أحسب أنها تحبني، وكذلك أمها الدوقة فإنها ترحب بي ترحيبا عظيما كلما ذهبت إليهم، ولم يبق علي سوى هذا الدوق.

فهز أندريا رأسه بشكل خاص كأنه يقول سوف نرى في أمره، فقال: والآن فإن لدي مشروعين خطيرين قد يدعو فوزي بالواحد منهما إلى فوزي بالآخر، أحدهما مشروع زواجي بهذه الغادة الإسبانية النبيلة، والثاني أن صهري الجديد ربما ورث في عهد قريب إرثا عظيما سنبحث فيه عند نيله، فإن لي فيه مآرب.

ولنعد الآن قليلا إلى أعدائك بل أعدائي، فإننا بتنا واحدا كما أرى، ولنبدأ بأخيك إرمان دي كركاز.

فظهرت على وجه أندريا علائم الحقد الهائل، كأن إحسان أخيه وتقادم العهد على ما كان بينهما لم يطفئ ذلك الحقد الكامن في صدره كمون النار في الحجر، فقال روكامبول: إني وجدت إرمان لا يزال من رجال الصلاح، يقضي معظم وقته في صنع الخير، ولا تزال امرأته تحبه ولا يزال ابنه بقربه.

وبحثت أيضا عن باكارا، فعلمت أنها قد تزوجت بالكونت أرتوف، ولكن سبب هذا القران سر غامض لم يقف عليه أحد.

ورأى روكامبول أن علائم الحقد والرعب قد ظهرت على وجه أندريا حين ظهر له اسم باكارا، فقال له: إن حقدك على أخيك وسعيك للانتقام منه كان السبب في هلاكك مرتين، فخير لك أن تتخلى عنه وتنصرف إلى الانتقام من باكارا، فإنها علة مصابك، في حين أن أخاك لم يكن يريد لك إلا الخير، ثم إني لا بد لي من مقاومة باكارا للانتقام منها، ولخوفي من أن تحول دون ما أبغيه من القران بالإسبانية، فإن هذه المرأة قد أحبطت جميع آمالي حينما كنت الفيكونت دي كامبول، فأخشى أن تحول دون مقاصدي وتفسد علي أمري وأنا أدعى المركيز دي شمري.

وكان روكامبول يخشى باكارا وهو لا يعلم أنها في باريس، ولا يعلم كيف أنها تستطيع أن تحبط مساعيه في قرانه، وسنوضح كل ذلك في مكانه من هذه الرواية الهائلة.

6

ولا بد لنا قبل الخوض في حديث باكارا أن نذكر شيئا من حكاية هذا الدوق الإسباني وفتاته، لشدة علاقته بهذه الرواية، فنقول:

كان هذا الدوق من عظماء الإسبان وأعظم أغنياء تلك البلاد، ولم يكن له وريث غير فتاة بارعة في الأدب والجمال، فكان يقدم بها كل عام وبامرأته إلى باريس، فيقيم فيها ستة أشهر ثم يعود إلى بلاده.

صفحه نامشخص