الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
ژانرها
ثم قهقه ضاحكا وهو يحسب أن باكارا ستصيح الرعب وتسقط متوسلة على قدميه، غير أنها كانت تسمع حديثه متبسمة، ولما فرغ منه قالت له: لقد أخطأت يا حضرة المنتقم، فلست أنا التي سأذهب إلى هذه القبائل المتوحشة بل أنت.
وحين انتهت إلى هذه الكلمة أزيح الستار عن باب الغرفة، وولج منه رجل وقال له: لقد كنت تحسبني ميتا فيما أظن.
ورجع أندريا منذعرا إلى الوراء، لأن هذا الرجل كان الكونت أرتوف.
62
ولنظهر الآن السبب في قدوم الكونت أرتوف، فنقول إنه حين ألقى روكامبول في البحر عاد مع باكارا ومدام ألفونس إلى باريس، فأوصل باكارا إلى منزلها وذهب بمدام ألفونس إلى منزله كي يدفع لها المائة ألف فرنك حسب الاتفاق.
وقد تقدم لنا القول إن فانتير كان قبض من روكامبول نصف أجرته عن قتل الكونت أرتوف، وتعهد أن يقتله في تلك الليلة، فتربص له على باب النادي الذي كان يسهر فيه إلى الساعة الحادية عشرة، فلم يخرج، ثم رأى سائق مركبته يعود بها في طريق منزله دون أن يكون فيها الكونت، فحسب أنه يريد أن يسهر في منزل باكارا، وللحال ركض حتى أدرك المركبة، فتعلق بها ثم دخل تحتها مستندا على قاعدة الدواليب، ولما بلغت المنزل فتح البواب الباب الخارجي ودخلت إلى الردهة ودخل فانتير فيها، فأقام مختبئا بين دواليبها ساعة حذرا أن يعود السائق لغرض من الأغراض، وبعد ذلك طلع من مخبئه، وكان يعرف منزل الكونت لصداقته مع الخدم، فانسل دون أن يشعر به أحد من الخدم لأنهم كانوا نياما، وفتح الباب بمفتاح خاص ثم ولج إلى غرفة مجاورة للغرفة التي ينام فيها الكونت وتربص مختبئا فيها.
ولبث في مكانه حتى عاد الكونت مع مدام ألفونس ودخل إلى غرفته، وسمع فانتير صوتها ونظر من ثقب الباب فرأى مدام ألفونس، وعلم أنها المرأة التي ذهب إليها روكامبول، فعجب لهذا الاتفاق وأنصت لحديثهما كي لا تفوته كلمة منه، فرأى أن هذه المرأة جلست على مقعد جلوس المضطرب وقالت: أمر فظيع وهائل.
فقال لها الكونت: لا أنكر ما تقولين، ولكنه كان واجبا لا بد منه، فقد رأيت بعينيك وسمعت بأذنيك، فعلمت ما أعلمه من آثام هذا الرجل. - وأنا لا أنكر أيضا أنه أثيم، ولكن أكان يجب قتله لهذه الآثام؟
فاضطرب فانتير في مكمنه وقال: عن أي رجل يتكلمان؟ ألعله روكامبول؟
ثم سمع الكونت يقول معترضا: كيف لا يجب قتله، ولو أبقينا هذا المركيز الكاذب أما كان قتل الكونت أرمان؟
صفحه نامشخص