الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تانیوس کبدوح d. 1344 AH
192

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرها

ولما تبينت النورية وجهها جمد الدم في عروقها وقالت: ماذا أرى؟ إني لو كنت أعتقد بعودة الأرواح لقلت إن هذه الفتاة «هي».

ذلك أن حنة كانت تشبه امرأة عرفتها النورية شبها غريبا، ورجعت إلى مخيلتها ذكرى تلك المرأة.

18

كان داغوبير قد ذهب إلى الدير وهو يعتقد أن حنة لا تزال نائمة، غير أن الفتاة لم تكن تعرف النوم منذ ثلاثة أيام، فإنها كانت تظهر في النهار منقبضة النفس وتحتجب في الليل فتسترسل إلى البكاء.

ولم تستطع أن تقول كلمة لداغوبير حين طرد لوسيان ذلك الطرد القبيح، فإنها حين همت بسؤاله فقاطعها فقال لها: إني مخلص لك، أسفك دمي في سبيلك، ولكن لا تسأليني لماذا طردت هذا الفتى.

فسكتت الفتاة ولم تعد تسأله شيئا، ولكن انقباضها كان يخترق نفسه ويقع في قلبه وقع السهام.

فلما ذهب داغوبير إلى الدير لم تكن نائمة كما يتوهم، وقد سمعت قرع باب محله حين جاءت النورية، فحسبت أن الطارق هو الأحدب فوجف قلبها؛ إذ كانت تعلم أنه رسول لوسيان، فقد رأته حين أوفده لمقابلة داغوبير.

ولذلك نهضت من سريرها ووضعت أذنها على ثقب الباب المؤدي إلى الدكان، فسمعت كل ما جرى من الحديث بين داغوبير وبين النورية.

فلما علمت أن داغوبير ذهب إلى الدير وأن النورية باقية وحدها في الدكان، نزلت إليها ووقفت في أسفل السلم تنظر إليها نظرات الانذهال لزيها الغريب.

أما النورية فإنها وقفت لها احتراما وحيتها بلقب مدموازيل.

صفحه نامشخص