الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تانیوس کبدوح d. 1344 AH
149

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرها

وفرك الأحدب أذنه دون أن يتم كلامه.

فقال له: ثم ماذا؟ - إني اصطدت بضعة طيور خبأتها في جيوبي، وأخاف أن يراها الرهبان معي فإنهم لا يأذنون لنا بالصيد في الغابة.

فأخذ لوسيان ريالا من جيبه ودفعه إليه، فرده الأحدب وقال له: إني حين أرافقك في الصيد وأقود كلابك، فإنما أفعل ذلك لما أجده من السرور في خدمتك واللذة في الصيد، فما أنت مدين لي بشيء.

فرد لوسيان الريال إلى جيبه، وقال له: ماذا تصنع بهذه الطيور التي اصطدتها؟ - أبيعها. - إذن اذهب بها في هذا المساء إلى منزلي وأنا أشتريها منك. - حبا وكرامة يا سيدي. - والآن أترافقني إلى قرب باب الدير أم لا تزال خائفا من الرهبان؟ - أصحبك إلى حيث شئت، ورجائي ألا تنسى ما نصحتك به بشأن داغوبير.

فحاول لوسيان أن يبتسم، فلم يستطع لاضطرابه وقال له: إني لا أريد لأحد شرا، ولكن نعل فرسي قد سقط، ولا بد لي من الذهاب إليه؛ إذ لا يوجد بيطري سواه.

وسار الاثنان حتى اقتربا من محل داغوبير، فرأى الأحدب عن بعد أن النار خامدة فيها، فابتسم وقال للكونت: يظهر أن داغوبير غير مقيم في محله أو أنه يشتغل في الدير، فإني لا أرى ناره ولا أسمع صوت مطرقته.

ثم وصلا إلى باب الدكان، فجعل الأحدب ينادي داغوبير وهو لا يجيب.

وبعد هنيهة شعر لوسيان باضطراب شديد، ذلك أن نافذة الغرفة التي هي فوق الدكان قد فتحت، وبرز منها وجه فتاة تفتن الجماد بجمالها وقالت: إن داغوبير ليس هنا.

أما الفتاة فكانت حنة التي يلقبها أهل تلك الناحية بربيبة الدير.

فلما رآها لوسيان رفع قبعته احتراما وقد عبق وجهه احمرارا، وقال لها: أين هو داغوبير يا سيدتي؟ - لعلك محتاج إليه؟ - نعم، فإن نعل فرسي قد سقط.

صفحه نامشخص