الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
ژانرها
وفيما هم يتباحثون في هذا الشأن فتح الباب، ودخل خادم قصر الكونت في كارلوفان وعليه ملامح الكآبة، فقص على الكونت حديث موت بستيان المفجع، وأنهم رأوا جثته على شاطئ البحر، وكيف أنهم رأوا جواده مطعونا بخنجر.
فأزبد وجه أرمان وكاد يتميز من الغضب، وأمر بإعداد المركبة وقال: هلم بنا إلى بريطانيا.
بعد أن وثق أندريا من نجاة فرناند، وأخبر هرمين وذويها بما كان من إنقاذه وتبرئته، فتنهدت هرمين تنهد القانط المستسلم إلى القضاء، وقالت: لقد وعدتك يا سيدي بالقران، ولا أزال على وعدي.
وسر الجميع بذلك، واتفقوا على أن يكون القران بعد يومين.
ولما دنا اليوم المعين احتفل في منزل مدام كرمارك بعقد الزواج بغاية الاحتفاء، وكان الحضور كثيرين، والمنزل يكاد يلتهب بالأنوار، ولم يبق غير التوقيع على شروط الزواج ليفوز أندريا بتلك الملايين. فبينما المسجل يقرأ تلك الشروط دخل خادم وقال لسيدة المنزل: سيدتي إن على الباب الكونت أرمان دي كركاز مع رفاق له.
ثم دخل الكونت فانحنى أمام مدام كرمارك، وقال : عفوا يا سيدتي إذ جسرت ودخلت إليكم بمثل هذه الساعة، فإني لم أقدم على ذلك إلا لسبب خطير؛ إنني يا سيدتي حامل وصية البارون كرماروت الذي توفي منذ شهرين عن ثروة طائلة تبلغ اثني عشر مليونا.
والتفت إلى أندريا وقال: أليس كذلك؟
فاصفر وجه أندريا وقال: لا أعرف هذا البارون، ولا علم لي بشيء من أمر هذه الثروة.
ولم يجبه أرمان وعاد إلى سيدة المنزل، وقال: أتأذن لي سيدتي بإبعاد المسجل ريثما أبين لكم حقيقة تجهلونها؟
فذهب المسجل إلى قاعة المدعوين، ودنا أرمان من والدة هرمين وبيده ذلك النوط الذهبي الذي أعطاه إياه البارون كرماروت، فقال لها: أتعرفين يا سيدتي هذا النوط؟
صفحه نامشخص