الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
ژانرها
وما زالت المركبة تسير حتى وصلت إلى مارلي وأوقفها كولار بإشارة، وقال لليون: إن الطريق إلى الفندق لا تسير فيها مركبات، ولنذهب على الأقدام. ونزل الاثنان ومشيا.
وكان هذا الفندق الذي تكلم عنه كولار واقعا على ضفة النهر بالقرب من طاحونة كبيرة تديرها مدام فيبار التي طردها أندريا أمام سريز كما يذكر القراء، ولم يكن معها غير صبي يبلغ الثالثة عشرة من سنه يدعى روكامبول، وهو غاية في المكر والدهاء.
فلما وصل ليون وكولار وجدا العجوز والصبي يلعبان بالنرد، وحياهما كولار تحية صديق، ثم تبادل إشارة خفية، فقال كولار: إننا نريد المبيت الليلة في هذا الفندق، فهل لديك غرفة موافقة لنا؟ - نعم. وأمرت روكامبول أن ينير لهما الغرفة الصفراء.
وصعد الصبي وصعدا بإثره، فأنار لهما الغرفة، وسألاه أن يحضر لهما زجاجة خمر، ولما عاد بها قال كولار لليون: دعني أسأله عساي أن أعلم منه شيئا.
ثم أشار بعينيه إشارة سرية: أتصدقني في الحديث يا روكامبول؟ - إني لا أكتمك أمرا يا سيدي كولار، وأنا لا أعرف الكذب، قل ما تشاء. - ماذا حدث عندكم في هذا الأسبوع؟ - لم يحدث شيء جديد. - ألم يجئ من باريس إلى هذه الضواحي أحد من الأغنياء؟ - نعم، قد جاء منذ حين شاب قيل إنه إنكليزي واسع الثروة.
فارتعش ليون وقال: هذا السير فيليام الذي طالما حدثتنا باكارا عن مكره.
قال كولار: ألا تعلم أين يسكن هذا الإنكليزي؟ - كلا. - أهو متزوج أم أعزب؟ - لا أعلم شيئا من ذلك. - أتقدر أن تصفه لي؟ - نعم، لقد رأيته مرة، وهو يناهز الثلاثين من العمر، أسمر اللون، خفيف شعر الشاربين.
قال كولار: كفى هذا بعينه.
ثم سمع روكامبول أن العجوز تناديه، فهرول مسرعا إليها.
وقال لليون: أوعيت كلام الصبي، فإنه لا يعلم شيئا من أمر سريز كما يظهر. - إنه يعلم كل شيء، ولكنه لا يريد أن يقول.
صفحه نامشخص