============================================================
و في هذه السطور لوجز آراء السجستاني في الآلهيات كما عبر عنها في اكثر مؤلفاته ، فهو يعتقد ان مبدع المبدعات خالق قدمم وعال وعريق في ايجاد الأولية، وان عالم الموجودات والمبدعات محدث لانه اذا كان غير حدث فيجب ان يكون شيء سابق له قد احدثه ، ولو كان العالم قديا قبل الخالق لاستحال تعلق جبروته بالقدم ووجوده بالعدم ولاقتضي موجدا اوجده ، وهو المتعالي عن درك الصفات فلا ينال بحس ولا يقع حت نظر ولا تدركه الابصار ولا ينعت بجنس ولا يخطر في الظنون ولا راه العيون ولا يوصف يالحواس ولا يدرك بالقياس ولا يشبه بالناس، فهو المنزه عن ضد مناف او ند مكاف او شبه شيء ، تعالي عن شبه المحدودين وتحيرت الامام في نعث جبروته وقصرت الافهام عن صفة ملكوته وكلت الابصار عن ادراك عظمته ، ليس له مثل ولا شبه وهوغير في ند وغير في ضد لأن الضد انما يضاده مناف دل علي هويته بخلقه وآثاره علي اسمائه بأنبيائه ، فليس للعقل في نيل سمائه مجال او تشبيه اذ ان تشبيه الميدع بمبدعه محال . فهو سبب كل موجود لأنه مبدع المبدعات ومخترع المخترعات وسبب كون الكاثنات ورب كل شيء وخالقه ومتممه ومبلقه ال افضل الاحوال . جل ان يحده تفكير او يحيط به تقدير ليس له اسماء لان الاسبماء وضعت لموجوداته ولا صفات لأن الصفات من ايسياته: وان حروف اللغة لا يمكن ان تؤدي الي لفظ اسمه او آن يطلق عليه شيء منها لأنها جميعها من مخترعاته وان كل الاسماء التي ابدعها جعلها اسماء لمبدعاته ، فهو قديم وقبل الازل وصاحب مصدر الاولية بالترتيب، لان الحد الاول انبثق منه والموجود الاول فاض عنه وهو مبدع المدعات ومعلل العلل وباري البرايا والدائم الموجود بفرديته وصمدانيته وصاحب فعل الايجاد الاول للعدد الاول الذي جعله أصلا للاعداد ، كما ان العقل جعله أصلا للموجودات والناطق أصلا لعالم الدين ، ويضاف الي كل هذا بأنه لا ينال بصفة من الصفات وانه ليس جسما ولا هو في
صفحه ۱۵