رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وافرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم

ابوبکر مالکی d. 464 AH
104

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وافرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

پژوهشگر

بشير البكوش

ناشر

دار الغرب الإسلامي

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

فقال: «لا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض وتشهده عصابة من المؤمنين» وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة غيري، فأنا الذي أموت بالفلاة، فأبصري الطريق وتبصري» قالت: فقلت «أنّى ذلك وقد انقطع الطريق وذهب الحاج؟»، قال: «أبصري وتبصّري» قالت: «فقمت/أشتد إلى كثيب من رمل فأقوم عليه فأتبصّر، ثم أعود إليه فأمرضه»، قالت: «فبينا أنا كذلك، إذا أنا بنفر على رحالهم كأنهم الرخم تخدّ (٨) بهم رواحلهم» قالت: «فألحت بثوبي، فوضعوا السياط عليها وأسرعوا، فلما وصلوا إليّ قالوا: «يا أمة الله، مالك؟» فقلت: «رجل من المسلمين يموت، تكفنونه (٩)».قالوا: «ومن هو؟» قالت: «أبو ذر، صاحب رسول الله ﷺ» فأتوا يفدونه بالآباء والأمهات حتى دخلوا عليه فسلموا، فقال: «أبشروا، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول»، ثم ذكر لهم الحديث الذي ذكر لامرأته. ثم قال لهم: «وأنا ذلك الرجل. وأنتم أولئك القوم. وإنه لو كان لي ثوب يسعني كفنا لم أكفّن إلا في ثوب لي أو لأهلي، وإني أنشدكم الله ألاّ (١٠) يكفنني رجل [منكم] (١١) كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا»، قال: «وليس من القوم إلا وقد قارف ما سمى، إلا فتى من الأنصار، قال: «يا عمّ، أنا أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي، ولم أقارف مما ذكرت شيئا».فكفنه الأنصاري في ثوبيه، وحضروا غسله وكفنه وصلوا عليه-رضي الله تعالى عنه-ودفنوه (١٢)».

(٨) في الأصل بدون إعجام. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: تجد بالجيم. والصواب بالخاء المعجمة. ينظر الطبقات. (٩) في الطبعة السابقة: فكفنوه. والمثبت من الأصل والمصادر. (١٠) في الأصل: ان. والمثبت من الطبقات. (١١) زيادة من المصادر. (١٢) في جمهرة الأنساب: «وصلّى عليه ابن مسعود بالرّبذة، وهو المشهور».

1 / 72