وامتاز الآل منهم بفضيلة القربى ، وكانوا كالوالدين لنا حيث كانوا نقلة ديننا والمؤدين إلينا عن نبينا وقبح منا أن نجهلهم أو نقصر فيما يجب لهم ، ولزم من ذلك ذكر تواريخهم وفضائلهم والإبانة عن حسن شمائلهم ، وكان في الاشتغال بذلك خدمة للسنن النبوية ، وريما يكون داعيا للنفوس إلى التخلق ببعض أخلاقهم الزكية - دعاني ذلك إلى جمع مختصر ، إن شاء الله ، يتضمن التعريف لمن صح له في الصحيحين روية ورواية ، مرتبا له على الحروف ، ذاكرا في كل واحد منهم كم روى فيهما على الإطلاق؛ ثم ما اتفقا عليه من سنده ؛ ثم ما انفرد به البخاري عنه إن كان ، ثم مسلم كذلك ، ثم أذكر في آخر الحرف ما انفرد به كل واحد منهما من الرجال ، وكم روى عنه ؛ وأذكر في كل واحد منهم من شارك الصحيحين في التخريج عنه من الكتب الأربعة التي هي : سنن أبي داود ، والترمذي ، والنساني ، وابن ماجة ، مع بيان ما أمكن من الضبط في الاسم والنسب واللقب ، وبيان البلد والمولد والوفاة وطرف من مناقبه وعيون أخباره . وأقدم على جميع ذلك مقدمة تتضمن فصولا عظيمة الفوائد ، واضحة المراشد ، يغتبط بها العارف والمنصف ، وتمجها المنحرف المتعسف . واعتمادي في جميع ذلك على التتبع والنقل عن أئمتنا وسلفنا ، أهل السابقةآ
صفحه ۹