طرس غدا لك زينة لكنه يلهي عن التهجاع عين السامر (¬1)
عن بعض علمك قصرت أجمالنا حملا فأين لديك ذكر الباقر9
إن كنت من إزكي فزارة منصبا فلأنت ما بين البرية جابري (¬2) .
وفاته:
لم نستطع في الحقيقة أن نحدد وقتا معينا لوفاته (¬3) .والعجيب أنه مع رسائله الكثيرة وشهرته الواسعة لم أجد من رثاه من أصحابه ومحبيه وخصوصا أولئك الشعراء المعاصرين له من أمثال الشيخ خلف بن سنان والشاعر المعولي والأعمى الحبسي وغيرهم كثير من معاصريه وخصوصا إذا علمنا أن انتشار الشعر في عمان في ذلك الوقت وقبله كانتشار الفقه والعلوم الشرعية فلا تجد أجدا لم يقل الشعرقل أو كثر،مطبوعه ومتكلفه، ونحن لا نجزم بأن أحدا لم يرث شاعرنا القاضي وذلك لعلمنا بضياع كثير من التراث العماني القديم بسبب الفتنة التي كانت تعصف بالبلاد بين حين وآخر، وتحدت جذور الحضارة من مهدها وتعصف بها عن مسارها ،نفسي أن يقيض الله لهذه الدواوين فتخرج للنور فنعلم منها تاريخنا وحضارتنا وتراثنا وأدبنا، الذي لم يصل إلينا إلا أقله كما هو الشأن في الشعر الجاهلي القديم،ومع هذا نستطيع القول بالتحقيق إن الفزاري توفي في أول إمامة سيف بن سلطان الأول،وذلك لأننا لم نجد ما يشير بأنه ذكر إمامته أو مدحه أو التقرب منه أو الثناء عليه كما كان يفعل ما سابقيه، وكذلك فإن آخر عهدنا بشعره رثاء لبلعرب بن سلطان الذي توفي في عام 1104ه.
وربما نتصور ما يلي:
¬__________
(¬1) -التهجاع: التفعال وهو السكون والدعة ويقصد بها النوم يقال هجع يهجع هجوعا وهجعة فهو هاجع والمضارع يهجع .
(¬2) - الجابري: قبيلة مشهورة في عمان.
(¬3) - ما نفهمه من تتبع حياته وتاريخه من خلال ديوانه نستطيع أن نرجح وفاته في العشر الأول من القرن الثاني عشر الهجري .
صفحه ۳