دو رساله که ابن حزم در آنها به دو رساله پرسیده شده پاسخ داده است

ابن حزم d. 456 AH
12

دو رساله که ابن حزم در آنها به دو رساله پرسیده شده پاسخ داده است

رسالتان له أجاب فيهما عن رسالتين سئل فيهما سؤال التعنيف

پژوهشگر

د . إحسان عباس

ناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

1987 م

محل انتشار

بيروت / لبنان

فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - [ 180 / أ ] أن هذا مما قد أخزيناهم ( 2 ) فيه ، وبينا أن الشرع الزائد والجهل المبتدع هو ما هم عليه من التقليد الذي قد نهى عنه من قلدوه ، والذي هم مقرون بأنه لا يجوز ، وكفى ضلالا وبدعة وشرعا مهلكا لمن يدين الله تعالى بشيء يقر بأنه باطل ، وهذا يكفي من عقل ، وبالله تعالى التوفيق . وأما قولهم : إننا انفردنا به وخالفنا من مضى ، فكذب منهم بحت لم يستحيوا فيه من عاجل الفضيحة . وما انفردنا قط بقول ولله الحمد ، بل نحن أشد موافقة للصحابة والتابعين ، رضي الله عنهم ، منهم . فقد ألفنا كتابا ضخما فيما خالفوا فيه الطائفة من الصحابة رضي الله عنهم بآرائهم ، دون تعلق بأحد من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . وهم لا يجدون لنا هذا ، إلا أن يجدوه في الندرة ، ومما تعلقوا فيه من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فشتان بين الأمرين . وأما قولهم : إننا نسبنا إلى الرواة المؤلفين للدواوين الراسخة الوهلة ( 3 ) والغفلة والتضييع والعي والبلادة وقلة الفهم ، فقد كذبوا . وغنما بينا بالبرهان الحق خطأ من اخطأ وصواب من أصاب فقط ، وما العائب للصحابة إلا هم في ازورارهم ( 4 ) عن كل ما جاء عنهم ، وإطراحهم لجميع أقوال الصحابة استغناء عنهم برأي مالك وحده دون جميع فقهاء أهل الإسلام ، سالفهم وخالفهم . وأما إقرارهم لنا بالاتساع في الكلام والمعرفة باللغة ، فأمر لا نحمدهم عليه في الإقرار ، لأنا ( 1 ) لم نزد بذلك فضلا ، ولا يغضنا ( 2 ) جحدهم لذلك إن جحدوا وحسبنا الله ونعم الوكيل

14 - ثم قالوا : ' وصنعت دواوين وحبرتها على ما قد ظهر إليك ، لم تقتنع بتواليفهم ولا صوبتها ولا رضيتها ، فخالفتهم وعبتهم فيما ألفوه وخطأتهم فيما صوبوه ( 3 ) ، استنقاصا لحقهم ، وتنكبا عن [ 180 ب ] قصدهم ' .

فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - أن هؤلاء القوم لا يستحيون من الكذب والبهتان ، يطلقون أننا رغبنا عن تواليفهم ولم نصوبها ولا رضيناها ، وخالفناها ، وعبناها ( 4 ) وخطأناها ، استنقاصا لحقهم ( 5 ) ، وتنكبا عن قصدهم ، فهلا بينوا هذا الضمير إلى من يرجع وهذه التواليف ما هي لكننا نحن نبين - بحول الله تعالى - كل ذلك ببيان نشهد الله تعالى وملائكته وكل من سمعه بأنه الحق ، وذلك أن الناس ألفوا : فألف أصحاب الحديث تواليف جمة ، وألف الحنفيون تواليف جمة ، وألف المالكيون تواليف ، والشافعيون تواليف ، فلم يكن عندنا تأليف طبقة من هذه أولى أن يلتفت إليه من تأليف غيرها ، بل جمعناها ولله الحمد وعرضناها على القرآن وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلأي تلك الأقوال شهد القرآن والسنة أخذنا به ، وتركنا ما عداه . وأما هم ( 6 ) فخالفوا تواليف جميع أهل الإسلام أولها عن آخرها ، ولم يقنعوا بها ولا صوبوها ( 7 ) ولا رضوها ، بل خالفوها وعابوها وخطأوا أصحابها استنقاصا لجميع أهل العلم من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم في مشارق الأرض ومغاربها ، حاشا المدونة والمستخرجة فقط . فمن أشد استنقاصا للعلماء ، ولكتب العلماء ، هم أم نحن وهل في هذا خفاء على ذي بصيرة والحمد لله رب العالمين .

صفحه ۸۹