============================================================
الخليفة وما يستحسن بياته هنا بالمناسبة ان و الخليفة " في عرف اهل الطريقة من يخلف الشيخ رينوب عنه في اداء بعض وظائف مرشده، وهو فيما بينهم اقسام: القسم البدائي : وهو الذي ينوب عن المرشد في تعليم الطالبين اداب الطريقة من الذكر والفكر والخلوة ومداومة اتباع الكتاب والسنة وترك المحرمات واداء الواجبات والمندوبات بقدر الطاقة الى غير ذلك القسم المتوسط: هو الذي تنورت لطائفه الصدرية من لطيفة القلب والروح والسر والخفي والاخفى بدوام الذكر، وينوب عن المرشد باذته ان يتوجه بقلبه الى قلب المريد مستمدا من روحانية مرشده حتى يشع على قلب المريد بالانوار ويكميح ما فيه من المفاسد النفسية والرذائل البشرية وينوره بانوار الحقيقة ليتمكن من ملازمة الشريعة الغراء ويبتعد عن اطاعة النفس والهوى ويبتعد عن الشيطان فيكون من عباد الله المخلصين القسم الثالث : الاعدادي هو الذي ينوب عن المرشد في الارشاد والقاء الانوار حضورا وغيابا، ويكون بحيث اذا اراد القاء الانوار الى قلوب بعض المريدين الغائبين امكنه الله تعالى من ذلك ويكون له في هذه الدرجة المكاشفات والتلقيات الروحية من مرشده ومنه الى المريدين ويستقيم على هذه الحالة بحيث يعتبر من الناس الصالحين المتبعين بعنى الكلمة، وهم الصالحون الذي اشار اليهم الباري تعالى في كثير من آيات الذكر الحكيم، واصحاب هذه الدرجة من الخلفاء يقدرون على تربية المريدين في ظل اوامر الشيخ المرشد وفي حياته والقسم الرابع: المحترم هو المريد السالك في مسالك الطريقة والواصل الى درجة الفتاء والبقاء وهما درجتان عاليتان ينالهما من خصه الله تعالى بانواره والهمه من اسراره وتمكن من تلقي الفيوضات الربانية، فهم على الدوام تشع على قلوسم الانوار كما تشع الشمس طيلة النهار على من كان في افقها الطالع .
وعند ذلك يأذن لهم المرشد بارشاد المسلمين الى الحق وملازمة التقوى، ولهم في ذلك المقام الارشاد المطلق بحول الله وقدرته وتبين كل تلك الدرجات بالاثار والادلة الواضحة منها اولا، ملازمة الطاعة ومجانبة الهوى والمحرمات مطلقا، وثانيا، عدم الانهماك في الدنيا الدنية ومطامعها السيثة ولا يقتربون مما يغفلهم عن ذكر الله تعالى ويداومون على اداء الفرائض والمندوبات المؤكدة، ومنها ثالثا، استفادة من جاورهم، من
صفحه ۳۳