واستيضاح ما خوطبوا به وأمروا، بل أقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن الحقيقة، فإذا تبين لهم الأمر، ما زادوا على أن يقولوا: آمنا وصدقنا، فضلا عن معارضة الملك القاهر، وعن الدفاع عن أحد، أو الإدلاء بدليل أو برهان.
أنواع الشفاعة التي لا مجال لها عند اللَّه:
وهنا يحسن التفطن لملاحظة دقيقة، والتأمل فيها، وهي أن كثيرا من الناس قد اعتمدوا على شفاعة الأنبياء، والأولياء اعتمادا زائدا، وقد أساءوا فهم معنى الشفاعة، فأدى ذلك إلى تناسي اللَّه ﷿، والتشاغل عنه بخلقه، فلتعرف حقيقة الشفاعة في ضوء نصوص الكتاب والسنة، وما أثبتته الشريعة الإسلامية.
لقد تعود الملوك، والأمراء، ورجال الدنيا أنواعا من الشفاعة، يلجئون إليها عند الضرورة لمصالحهم الشخصية، أو مصلحة من مصالح البلاد والرعية، نذكرها أولا، حتى يعرف القارئ الفطن الفرق بين هذه الأنواع من الشفاعة، وبين الشفاعة التي أثبتها القرآن، وبضدها تتبين الأشياء.
منها أن رجلا تحققت عليه السرقة، فشفع له أمير، أو وزير إلى الملك، فأطلقه الملك وصفح عنه، ولذلك أسباب:
منها أن الملك يريد أن يعاقب السارق، والقانون يأمر بذلك، وهو يستحق العقوبة، ولكن الملك عدل عن رغبته، وصفح عن جريمة هذا المجرم، لأن هذا الأمير هو دعامة قوية من دعائم ملكه، فيعرف
1 / 117