وروي ﷺ قال له: (لك أجران، أجرُ السِّر وأجرُ العلانية) (١). وذلك إذا قصد أن يُقتدى به (٢).
وقوله تعالى حكاية عن قوم مدحهم (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) (٣)، قال أهل التفسير وذلك أن الإحسان إلى الغير، تارة يكون لأجل الله تعالى، لا يريد به غيره، هذا هو الإخلاص، وتارة يكون لطلب المكافآت، أو لطلب الحمد من الناس، وهذان القسمان مردودان لا يقبلهما (٤) الله تعالى، لأن فيهما شركًا ورياءً (٥)، فنفوا (٦) ذلك عنهم بقولهم (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [لا نريد منكم] (٧) الآية.
وقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) (٨).
_________
(١) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، سنن الترمذي ٤/ ٥١٣، ورواه ابن ماجة ٢/ ١٤١٢، وقال الألباني ضعيف، ضعيف سنن الترمذي ص ٢٦٨، وانظر تخريج أحاديث الكشاف ٢/ ٣١٤ - ٣١٥.
(٢) انظر التفسير الكبير ٢١/ ١٧٧.
(٣) سورة الإنسان، الآية ٩.
(٤) في ط يقبل.
(٥) انظر التفسير الكبير ٣٠/ ٢٤٦.
(٦) في أفنفى وهو خطأ.
(٧) ما بين المعكوفين ليس في أ، وانظر تفسير فتح القدير ٥/ ٣٤٧.
(٨) سورة الماعون، الآية ٤.
1 / 39