رسالة ثالثة في الرد على ابن غرسية أجابه بها الأديب أبو جعفر أحمد بن الدودين (^١) اخسأ أيها الجهول المارق، والمرذول المنافق، أين أمك، ثكلتك أمك.
أو ما علمت أنك سحبت من عقالك لعقالك (^٢)، وقدمت أول قدمك، لسفك دمك، وبسطت مكفوف كفك، لسلطان حتفك، وقلمت شبا أقلامك، لاصطلامك، وحبرت بحبرك، لذهاب خبرك، ومشقت في قرطاسك، لشق رأسك، فما حقيقة جوابك، على خطل خطابك، إلا سلبك عن إهابك، وصلبك على بابك، ولو كان بالحضرة أقيال، وحضرك رجال؟! لكنك بين همج هامج، ورعاع مائج، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء». فاقسم ببارئ النسم، وناشر الأمم من رفات الرمم، لأصيرن عليك أيها السخيف، المضعوف، على نذالتك، وفسالتك، عرض البساط (^٣)، أضيق من سم الخياط، ولأخلدنك سمرًا غابرًا (^٤)، ومثلًا سائرًا، أو نشوه محياك، وتحلق [سبتا لك (^٥)] من قفاك، وتحتزم بزنّارك، وتلحق بأديارك. مالك، ومقرًا لك (^٦)، [و] أسرتك الأرذلين، وعترتك الأنزلين (^٧)، الصهب السبال، من ولغ الدم وشرّب