نظرية المثل. (2)
النظرية الأخلاقية. (3)
النظرية السيكولوجية. (4)
النظرية التربوية.
نظرية المثل أو الصور
forme
نظرية رائعة حقا؛ فهي تبدأ من المنطق البسيط حتى تصل في تطبيقها إلى أكثر نواحي الحياة تعقيدا وغموضا، وقد بدأها أفلاطون بالتفكير في طبيعة الأشياء العادية المألوفة، مائدة مثلا: المائدة شيء له صفات؛ حجم، صلابة، لون، فإذا تناولنا هذه الصفات وجدناها نسبية محضة؛ أي إنها ليست لها حقائق مطلقة، إنها صفات تتوقف على العلاقة بينها وبين أشياء أخرى؛ فالحجم مثلا يتوقف على المسافة التي بين الشيء والمشاهد له، واللون يتوقف على الضوء المتساقط ولونه، والصلابة تتوقف على قبضة الضارب وكنهه، فالمائدة صلبة بالنسبة لليد البشرية ولكن ليست صلبة لمطرقة حديدية، على أن هذه الصفات لمادة ما، فإذا كانت هذه الصفات وهمية فلنجرب تجريد المادة من هذه الصفات، ماذا يبقى؟ لا شيء؛ لأنه لا يمكن تصور مادة بغير صفات. ولكن ما حكم علم الطبيعة الذي يقوم كله على «الأشياء» الواقع أننا في هذا العلم كغيره إنما نتناول نسبا وعلاقات، ولكنا لا نعرف كنه الأشياء بالذات، فإذا كان الشيء مجهول الكنه والصفة وهمية؛ أي إن الأبيض مثلا وهمي، فلننظر في صفة «البياض» لنرى هل هذه أيضا وهمية. هذه الصفة مشتركة في اللبن والقشدة وملاءة الفراش، وليس اللبن هو ملاءة الفراش، معنى ذلك أن هذه الصفة خارجة عن كنه الشيء بالذات، فهل يمكن أن يكون البياض صفة ذهنية نصطنعها لأنفسنا؟ أفلاطون يقول: إن هذا مستحيل، وإلا فإذا «فقد الإنسان وعيه فقد البياض صفته! وإذا كانت المسألة صفة ذهنية، يكون لكل ذهن بياضه الخاص، وهذا مستحيل.»
النتيجة أن البياض صفة يعرفها العقل حين يراها؛ أي إنها صفة أولية مشتركة إذا رآها العقل البشري عرفها كأنما يتذكرها؛ أي إن هناك «شكلا» أو مثلا أزليا أبيض هو الذي يعطي للأشياء صفة البياض إذا حل بها. إذن فلكل صفة ناقصة لدينا صفة كاملة هي صفتها الحقيقية التامة، فإننا لا نتخيل شيئا ساخنا مثلا إلا وجد ما هو أسخن منه. وحتى المثلث الذي نعرفه لا يكون إلا صورة ناقصة لمثلث كامل، فإن المثلث الذي نعرفه ليس مثلثا حقيقيا؛ لأن خطوطه في الواقع لها طول وعرض ثم إن هذه الخطوط ليست مستقيمة تماما. وبناءا على ذلك هذه الصور أو المثل باقية خالدة ، وما لدينا نحن غير ظلال لعالم آخر هو الباقي الدائم السرمدي الذي لا يمحى.
الآن، هل يمكن تطبيق هذه النظرية على الفن؟
ما هو الذي يجعلنا نحب الشعر ونطرب للموسيقى؟
صفحه نامشخص