24

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

ویرایشگر

عبد الفتاح أبو غدة

ناشر

دار البشائر الإسلامية

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۷ ه.ق

محل انتشار

حلب

ژانرها

فقه
عرفان

التمتع، والإِفراد، والقِرَان في الحجّ، ونحوِ ذلك. فإنَّ التنازع في هذه العبادات الظاهرة والشعائر، أوجَبَ أنواعاً من الفساد الذي يكرهه الله ورسوله وعباده المؤمنون.

أنواعُ الفساد الناشىء من الاختلاف والتنازع

أحدها: جَهْلُ كثيرٍ من الناس أو أكثرِهم بالأمرِ المشروع المسنون الذي يحبه الله ورسوله، والذي سنَّه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأمَّتِهِ، والذي أمرَهم باتِباعِه.

الثاني: ظُلْمُ كثيرٍ من الأمة أو أكثرِهم بعضَهم لبعض، وبَغْيُهم عليهم، تارةً بنهيهم عما لم يَنْهَ اللَّهُ عنه، وبُغْضِهم على ما لم يُبغِضهم الله عليه(١)، وتارةً بتركِ ما أوجب الله من حقوقهم وصِلَتِهم، لعدم مُوافقتِهم لهم(٢) على الوجه الذي يؤثرونه، حتى يُقدِّمون في الموالاةِ والمحبةِ وإعطاءِ الأموالِ والولاياتِ مَنْ يكونُ مؤخَّراً عند الله ورسوله، ويتركون مَنْ يكون مقدَّماً عند الله ورسوله لذلك.

الثالث: اتِّباع الظن وما تَهْوى الأنفُس، حتى يصيرَ كثيرٌ منهم مَدِيناً باتِّباع الأهواء في هذه الأمور المشروعة، وحتى يصيرَ في كثير من المتفقهةِ والمتعبدةِ مِن الأهواءِ مِن جنس ما في أهل الأهواء الخارجين عن أهل السنّة والجماعة كالخوارج والروافضِ والمعتزلةِ ونحوهم، وقد قال تعالى في كتابه: ﴿ولا تَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّك عن سَبيلِ الله إنَّ الذين يَضِلُّون عن سبيلِ الله

(١) وقع في الأصل (على من .... )، والصواب كما أثبته.

(٢) في الأصل: (له)، بضمير المفرد، وهو تحريف، والمقامُ لضمير الجمع كما أثبتُه.

24