وكذلك كل صلاة فيها الأمر بتقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، وأظهر القولين أنها كذب، وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، ولهذا لم يأخذ بها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة أصحابه كرهوها، وطعنوا في حديثها، وأما مالك وأبو حنيفة والشافعي وغيرهم فلم يسمعوها بالكلية، ومن يستحبها من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما، فإنما هو اختيار منهم لا تقل عن الأئمة، وأما ابن المبارك فلم يستحب الصفة المأثورة التي فيها التسبيح قبل القيام بل استحب صفة أخرى توافق المشروع كيلا يثبت سنة لحديث لا أصل له.
صفحه ۶۰