============================================================
المحاكى ناحية ولو ضليلة من التفرد والامتياز . وهذا ما فعله أبو العلاء في موضوع هذه الرسالة وشكلها . ومن البديهى أن نجد أسلوب أبى العلاء قائما فى ناحية اللفظ على الغريب ، وفى ناحية الموسيقى على السجع، فأسلو به هو أسلو به دائما فى كل ما كتب أو فى كل ما وصلنا مما كتب. على أن هذا السجع يمتاز أحيانا بالتداخل إذيجىء غير قائم على ازدواج يتم عنده المعنى سه لقوله : صبحه القانص بأكلب، مدركات، للوحش طلب ، شديدات، .
العراك والمرس، كأن عيونها نوارالعضرس، . وأسلوب أبى العلاء المعرى لمن لم يتعوده كقطعة موسيقية غريبة على الآذن، لابد من آن يسمعه المرء مرة بعد أخرى حتى يألفه ويتذوقه، فاذا تذوقه استطاع أن يدرك دقة
المعرى فى اختبار الفاظ راجحة بالمعنى المراد لا منتزعة لإتمام السجعة المطلو بة . على أنه مع ذلك سيحس دائما بأن النفمة الموسيقية فى هذا الا سلوب
تنسرب على وتيرة واحدة حتى لتبعث الملل في نفس قارثها أو سامعها فاذا اضفت إلى ذلك تتابع الصور المتشابهة إغراقا فى إظهار البراعة القادرة على التلاعب يالمحفوظ من الصور الجاهلية وألفاظها أدركت من ذلك كيف ينصرف القصد التعليمى بأبى العلاء عن تقدير ما يقتضيه الطبع الانسانى من تنويع وتلوين . وقدجنى الاتباع على خيال ابى العلاء قبل كل شىء ، فهو فى في هذه الرسالة قدحدت من حريته قيود كلاسيكية من الشعر القديم كما حدت من خياله فى رسالة الغفر ان صورة من الجنة والتار وجدها فى قصة الاسراء وأحاديث القصاص . وجاءت فقرات هذه الرسالة متشابهة فى صورها ، ك جاءت شخصياته فى رسالة الغفران مكررة باهتة .
النسخ الخطية :
(1) تسخ المكتبة التبمورية:
صفحه ۲۱