============================================================
قلا ذهنيا، غير أنه يريد لحقيقته أن تجىء على شكل صورة، فيرسم ماحول ذلك من جو طبيعى، ويتابع حمار الوحشى وهو يضرب فى الارض مختالا نشيطا، ويرسم فى الصورة اللانن وهى تحف به والشوق يغالبها إلى الماء، ويترك فى زاوية من زوايا اللوحة شخصا حقيرا خلق الثياب زرى الهيثة فى حالة ترقب وتلفت واستعداد. ثم يترك للحمر آن تهنا بشىء من المساء وفيماهى تكرع منه وقد ذهلت عما حولها انطلق السهم الغادر فأردى العلج قتيلا.
ت وقد تجد هذه الصورة عند غير شاعر واحد من شعراء الجاهلية، من ذلك قول الشماخ يصف القوس بعد أن تخيرها القواس من أحد مزوع الضال : فأمسكها عامين يطلب درأها وينظر منثها ما الذى هو غامن فوافى بها آهل المواسم فانبرى لها بيع يغلى بها السوم رائز 0 فقال له هل تشتريها فانها تباع إذا بيع التلاد الحرائز فقال له بايع أخاك ولا يكن لك اليوم عن بيع من الرجح لاهز ال و بمضى الشماخ متحدثا عن المساومة فى البيع وكيف دفع المساومون القواس فى قوسه تسعين درهما وبرودا وجلدا مدبوغا حتى أغروه ببيعها، فلما ذهبت من يده ندم على آنه تخلى عنها واستعبر باكيا.
ال وجاء أبو العلاء فتناول هذه الصورة نفسها فقال : "ثم وضع عليها
المبراة حتى إذا أعجبت البراة، حضر بعض مواسم العرب وغرضه أن يعرف قيمتها، لا آن يبيعها من ياكل وقيمتها، اعطى بها آديم وبرود، وهو بها فى الناس يرود، غير أن النهاية عند أبى العلاء تختلف عنها عند الشماخ ، فالقواس الذى صوره ابو العلاء لم يبع قوسه بل استبقاها لنفسه كى تعينه اقن على الصيد، والفرق بين الصورتين ملاتم للجو الموضوعى والنفسى في الحالتين.
وهكذا يتضح لنا الاتباع عند أبى العلاء فى تصوير الحمار الوحشى والثور والعقاب والوعل واشتيار النحل وصنع القوس وفى استعارة المعارف
صفحه ۱۸