============================================================
ال وترك صاحبها شديد اليقظة والتحفظ على مسرح الحوادث وأعطى للثور آخر فرصة يظهر فيها حر صه على الحياة، وجرى المعرى نفسه على هذا المنوال فى تصويره، فلم يفارق منهج أبى ذؤيب فى كثير أو قليل . ثم تناول شخصية الصائد - وهو رجل رذل الهيثة خلق الثياب محروم من النعم يتكسب بالاصيد ليقوت عياله - فترجمها ترجمة صادقة عن شعراء هذيل آو عن شعراه الجاهلية بوجه عام.
ال و من الديوان الهذلى استمد أبو العلاء أيضا صورتين بارعتين، أو لاهما: موت العقاب التى ترسل نفسهاوراء ظبى شاهدته من علو شاهق وفى انقضاضها عليه مرت بريد بارز فاصطدمت به فوقعت مهيضة الجناح تعجز عن النهوض
ال و قد تركت فى العش فرخين يشكوان الوحدة والجوع وينضاعان كليا سمعا في الفجر صوت الريح أو صوت ناعب(1) .
و الثانية جارسة النحل وكيف يصعد إلى خليتها النائية مشتار العسل ومعه مسائب وأخراص، وكيف يتدلى عليها بين خيطة وسب فعل فقير محب للشهد، وكيف يدخن عليها حتى يطر دها ثم يستولى على ماجمعته، وهى الطريقة التى عرف بها الهذليون آنفسهم(2) . وهذه المشاركة فى الموضوعات إلى جانب 4 الكلاسيكية المحافظة التى جعلت من الالفاظ الهذلية مادة الفصاحة عند لغويي العرب - هذه المشاركة أدت بأبى العلاء إلى التزود من المعجم الهذلى بأ لفاظ كثيرة فى الرسالة، وقد حاولت أن أشير إلى بعض تلك الالفاظ والتعبيرات أثناء التعليق . ولكنهاكثيرة ، والمقارنة العابرة كفيلة باظهار هذه الحقيقة .
ال و فى هذا القسم أبرز أبو العلاء معنى الصراع والتظالم بين الاحياء تأييدا لرأيه فى شريعة الظلم التى يدين بها الاحياء كما يقول فى اللزوميات : (1) الديوان الهذل 55/2، 133/2 (2) انظر وصف النحل عند مساعدة18 182
صفحه ۱۶