181

رساله در الاهیات و سیاست

رسالة في اللاهوت والسياسة

ژانرها

13

ويشير بولس إلى هذين الهدفين في الرسالة الثانية إلى طيموتاوس (1: 11) «الذي لأجله نصبت أنا كارزا ورسولا ومعلما للأمم، نصبت أنا كارزا ورسولا، الحق أقول لا أكذب معلما للأمم في الإيمان الحق.» ولاحظ جيدا: «الحق أقول». إنه بهذه الكلمات يطالب بكلا الصفتين؛ صفة الحواري، وصفة المعلم. وهو يتحدث عن السلطة التي تسمح له بتبكيت الجميع في الرسالة إلى فيلمون قائلا (الآية 8): «ولذلك وإن كان لي بالمسيح يسوع أن آمرك بالواجب بجرأة كثيرة ...» وفي هذه الفقرة يجب أن نلحظ أنه لو كان بولس قد تلقى من الله بوصفه نبيا، لما أمكنه تغيير أوامر الله إلى توسلات. فيجب إذن أن نسلم ضرورة بأنه يتحدث عن الحرية التي كانت لديه في التبكيت بوصفه معلما لا بوصفه نبيا.

على أنه لا يتضح على نحو قاطع مما سبق أن الحواريين أمكنهم أن يختاروا في تعليمهم ما رأوا أنه أفضل الطرق، بل يتضح فقط أن رسالتهم كانت تعطيهم صفة المعلمين في الوقت نفسه الذي كانت تعطيهم فيه صفة الأنبياء. ونستطيع هنا بالفعل أن نلتجئ إلى العقل الذي يقرر حتما أنه من له سلطة التعليم تكون له أيضا سلطة اختيار الطريق الذي يفضله، ولكن من الأفضل إثبات ذلك بالكتاب وحده؛ إذ تقول النصوص صراحة: إن كل حواري قد اختار لنفسه طريقا شخصيا. يقول لنا بولس في الرسالة إلى أهل رومية (15: 2) «واعتنيت ألا أبشر بالإنجيل في موضع دعي فيه اسم المسيح لئلا أبني على أساس غيري.» فمن المؤكد أنه لو كان جميع الحواريين قد اتبع الطريق نفسه في الدعوة، وأقاموا جميعا دين المسيح على الأساس نفسه، لما استطاع بولس على أي نحو أن يصف الأساس الذي يرتكز عليه حواري آخر بأنه «أساس غيره»، لأن جميع الحواريين يكون لهم عندئذ الأساس نفسه.

14

ولكن لما كان بولس قد وصفه بأنه «أساس غيره»، فيجب أن نستنتج بالضرورة أن كل حواري كان يقيم الدين على أساس مختلف، وأن الحواريين، عندما كانوا يؤدون رسالتهم بوصفهم معلمين، كان في موقف المعلمين الآخرين نفسه الذين يتبع كل منهم منهجا خاصا به، والذين يفضلون تعليم من ظلوا في جهل تام، ولم يبدءوا في تلقي اللغات والعلوم من أي شخص آخر، حتى الرياضة التي لا يشك في صحتها أحد. ومن ناحية أخرى، فإذا قرأنا الرسائل بإمعان وجدنا أن الحواريين، بالرغم من اتفاقهم على الدين نفسه، كانوا يختلفون اختلافا ملحوظا على الأسس التي يقوم عليها.

15

فلكي يثبت بولس الناس في الدين ويبين لهم أن الخلاص لا يتم إلا بالفضل الإلهي، علمهم أنه لا يحق لأحد أن يتفاخر بأفعاله، بل بإيمانه فقط، وإن الأعمال لا تنقذ أحدا (انظر الرسالة إلى أهل رومية، 3: 27-28)،

16

وأستخلص من ذلك عقيدة القدرية كلها. أما يعقوب فإنه على العكس من ذلك يدعو في رسالته إلى أن خلاص الإنسان يتم بأعماله لا بإيمانه فقط

17 (انظر: رسالة يعقوب، 2: 24)،

صفحه نامشخص