رساله در الاهیات و سیاست

حسن حنفی d. 1443 AH
162

رساله در الاهیات و سیاست

رسالة في اللاهوت والسياسة

ژانرها

نجد أن داود مكث سنة وأربعة أشهر عند الفلسطينيين هربا من شاءول. وطبقا لهذا الحساب كان من الضروري أن تقع باقي الحوادث في مدة ثمانية أشهر، وهذا ما لا يصدقه أحد فيما أعتقد. ويصحح يوسف (المؤرخ) هذا النص في آخر الكتاب الثالث من التاريخ القديم، فيجعله: «وحكم شاءول أيام صموئيل ثمانية عشر عاما وبعد موته سنتين أخريين.» وعلى أية حال، فإن كل هذه القصة الواردة في الإصحاح 13 لا تتفق بتاتا مع ما يسبقها؛ إذ يروى لنا عند نهاية الإصحاح 7 أن العبرانيين هزموا الفلسطينيين هزيمة بلغت من الشدة حدا لم يعودوا منه يجرءون على عبور حدود إسرائيل طوال حياة صموئيل. وفي الإصحاح 13 غزا الفلسطينيون العبرانيين (أيام صموئيل) وجلبوا لهم من البؤس الشديد والفقر المدقع ما جعلهم يظلون دون أسلحة ودون أية وسيلة تصنعها.

43

وإنها لمحاولة مضنية حقا أن يوفق الإنسان بين جميع هذه القصص الموجودة في سفر صموئيل الأول بحيث تبدو وكأن مؤرخا واحدا هو الذي كتبها ورتبها. ولكني أعود الآن إلى موضوعي الأول، فأقول: إنه يجب إذن أن نضيف إلى الحساب المذكور من قبل سنوات حكم شاءول. وأخيرا، فإني لم أضف سنوات وقوع العبرانيين في الفوضى، لأن الكتاب نفسه لم يحددها بوضوح، أعني أنني لا أعلم كم من الوقت استغرقت الحوادث التي وقعت منذ الإصحاح 17 حتى آخر سفر القضاة.

44

من هذا كله نستنتج بوضوح تام أننا لا نستطيع أن نقيم حسابا زمنيا مضبوطا للسنوات معتمدين في ذلك على الروايات نفسها، وأن دراستها لا تؤدي بنا إلى التسليم بصحة واحدة منها، بل إلى وضع افتراضات مختلفة، فيجب إذن أن نسلم بأن هذه الروايات مجموعة من القصص مستمدة من مؤلفين عديدين، ثم جمعت قبل ترتيبها وفحصها، كذلك يبدو أن هناك تعارضا لا يقل عن ذلك، فيما يتعلق بحساب السنين، بين أسفار أخبار ملوك يهوذا وأسفار أخبار ملوك إسرائيل؛ ففي أخبار ملوك إسرائيل يذكر أن يورام بن أحآب بدأ حكمه في السنة الثانية من حكم يورام بن يوشافاط (انظر الملوك الثاني، 1: 17)

45

على حين يذكر في أخبار ملوك يهوذا أن يورام بن يوشافاط بدأ حكمه في السنة الخامسة من حكم يورام بن أحآب (انظر: 8، 16 من السفر نفسه)،

46

وإذا أردنا مقارنة روايات سفر أخبار الأيام مع روايات سفر الملوك وجدنا كثيرا من حالات التعارض المماثلة، التي لا تحتاج هنا إلى ذكرها، أو ذكر شروح المؤلفين الذين حاولوا التوفيق بين هذه الروايات، كالأحبار الذين يهذون كلية، أو من قرأت من الشراح الذين يحلمون ويختلقون شروحا وينتهون إلى إفساد اللغة نفسها، فعندما يذكر مثلا في سفر أخبار الأيام الثاني: «كان عمر أحزيا اثنتين وأربعين سنة عندما حكم.» يتصور بعض الشراح أن هذه السنين تبدأ من حكم «عمري» لا من ميلاد أحزيا،

47

صفحه نامشخص