رسالة في فضل الخلفاء الراشدين

ابن تیمیه d. 728 AH
17

رسالة في فضل الخلفاء الراشدين

رسالة في فضل الخلفاء الراشدين (طبعت مفردة، ومنها نسخة مختصرة في مجموع الفتاوى)

پژوهشگر

قسم التحقيق بدار الصحابة للتراث

ناشر

دار الصحابة للتراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

مصر

ژانرها

فإن هذا الاستخلاف كان في غزوة تبوك - في أوائلها - فلما رجع من الغزو أمر أبا بكر على الحج ثم أردفه بعلي، فلما لحقه قال: "أمير أو مأمور؟ " قال: "بل مأمور"، فكان أبو بكر يصلي بعلي وغيره ويأمر على علي، وعلي وغيره من الصحابة يطيعون أبا بكر. وعلي على نبذ العهود التي كانت بين النبي ﷺ وبين المشركين. لأن العادة كانت جارية أنه لا يعقد العهود ولا يحلها إلا رجل من أهل بيته، ولهذا قال ﷺ: "لا يبلغ عني العهد إلا رجل من أهل بيتي"، للعادة الجارية. ولم يكن هذا من خصائص علي ﵁، بل أي رجل من عترته نبذ العهد حصل به المقصود، لكن علي ﵁ أفضل بني هاشم بعد رسول الله ﷺ، فكان أحق الناس بالتقدم من سائر الأقارب. فلما أمر أبا بكر بعد قوله: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» علمنا أنه لا دلالة فيه على أنه بمنزلة هارون من كل وجه، إذ لو كان كذلك لم يقدم عليه أبو بكر لا في الحج ولا في الصلاة، كما أن هارون لم يكن موسى يقدم عليه غيره. وإنما شبهه به في الاستخلاف خاصة، وهذا أمر مشترك بينه وبين غيره.

1 / 42