ومن نص على أنها عبرانية الدكتور عبد المعطي [39] أمين قلعجي في تخريجه لكتاب الشافعي المسمى بالسنن المأثورة (ج2 ص234) قال : وأما وزن آمين فليس من أوزان كلام العرب - إلى قوله -: فهي كلمة عبرانية أو سريانة ..إلخ .
ومما يدل على منع التأمين في الصلاة ما صح من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وأن الله قد أحدث أن لا تتكلموا في الصلاة . فمن المعلوم أن الأمر كان على التوسعة في أول الإسلام ؛ فكان الرجل يكلم صاحبه في الصلاة ويرد التحية ، ويشمعت العاطس ، ثم حرم الله ذلك ونهاهم عنه ، فكيف يباح للمصلي التأمين وقد حرم رد التحية وهي واجبة في غير الصلاة ، وقد حرمت في حال خطبة الجمعة على المستمعين بإجماع ، وصح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في حق الصلاة : ((إنما هي التكبير والتسبيح وقراءة القرآن)) ، وآمين ليست بواحدة منها ، وليست بدعاء ؛ وإنما قيل أنها بمعنى استجب .
ولو كانت من الدعاء المرغوب فيه لشرع للمصلي أن يقول آمين عند قراءة قوله تعالى :{اهدنا الصراط المستقيم} وعند كل آية فيها طلب المغفرة والرحمة والعفو وطلب النصر على الكافرين ، ولكانت هذه المواضع أولى بالتأمين عند قراءتها في الصلاة .
ومن الأدلة على منع التأمين ما روى الإمام المؤيد بالله [40] بالله في شرح التجريد ، والإمام أبو العباس الحسني ، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، والأمير الحسين ، والإمام أحمد بن سليمان : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فأنصتوا .
صفحه ۲۶