2 - وأما ما ذكرت عن عبد الملك بن مسلمة ، انه قال : ' إذا خرج من هذا الجسم الظاهر بالوفاة ركب ( 1 ) في جسم باطن ' فلا أدري من عبد الملك بن مسلمة ، إلا أني ادري أن هذا القول سخيف وكذب على الله تعالى مجرد ، وضلالة [ 237 ب ] فاحشة ، وهذا مذهب أهل التناسخ وهو كفر مجرد . فإن كان قائله من [ أهل ] الدين المشاهير فهي زلة عالم وغفلة وهلة ، يعذر فيها بالجهالة لها ، وإن كان من غير هذه الصفة فهي تهمة في دينه ، لان القرآن والسنن كلها ليس في شيء منها شيء من هذا ، وإنما فيها أن النفس ، وهي النسيم ، في حكم كذا وفي أمر كذا إلى يوم القيامة . فإن ذكر ذاكر ما روي من أن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر فهذا لفظ لا يصح ، وإنما صح أن نسمة المؤمن طائر يعلف من ثمار الجنة فقط ، فالنسمة الطائر الذي يطير ويعلف من ثمار الجنة فقط ، وكذلك ما روي أيضا في قناديل معلقة لا يصح ، وغنما صح أن الأرواح تسرح في الجنة ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ( 2 ) ، وتلك القناديل هي صور طير خضر . هكذا نص الحديث فلا يجوز ان يحرف . والصحيح المعفي على هذا كله هو ما ذكر النبي ، عليه السلام ، انه رآه ليلة الإسراء من الأسودة عن يمين آدم ، عليه السلام ، ويساره ( 3 ) ، إذ رأى آدم ، عليه السلام ، في السماء الدنيا ، وأن تلك الأسودة نسم بنيه فالذين [ عن ] يمينه أرواح أهل السعادة ، والذين عن يساره أرواح أهل الشقاء ، وأن أرواح الأنبياء والشهداء في الجنة ، وبهذا جاء القرآن في قوله { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ، والسابقون السابقون ، أولئك المقربون ، في جنات النعيم } ( الواقعة : 9 - 12 ) وقوله تعالى { فأما إن كان من المقربين ، فروح وريحان وجنة نعيم ، وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين ، وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم ، وتصلية جحيم ، إن هذا لهو حق اليقين } ( الواقعة : 88 - 95 ) وأما قول من قال إن مستقرها في الصور فخطأ ، إذ لم يأت به قرآن ولا نص صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما هي من أخبار السدي ( 4 ) ؛ وإنما صح قول الله
صفحه ۲۲۰