رسالة في آل أعين
رسالة في آل أعين
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الملك الحق المبين وصلى الله على عباده الذين اصطفى . حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الواسطي قال حدثنا أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني برسالة منه إلى ابن ابنه محمد بن عبيد الله بن أحمد
صفحه ۱۱۱
مقدمة الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الإله الحق مبدع الخلق الموفق للخير المعين عليه. وأسأله أن يصلي على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)
صفحه ۱۱۲
من صحب الأئمة (ع) من آل أعين
أما بعد فإنا أهل بيت أكرمنا الله جل وعز بمنه علينا بدينه واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من أول ما نشأنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة. فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين (ع) وكان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم. وكان أحد حملة القرآن ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرا. وروي أنه قرأ على أبي جعفر محمد بن علي ع.
صفحه ۱۱۳
وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة. ولقي حمران وجدانا زرارة وبكير أبا جعفر محمد بن علي وأبا عبد الله جعفر بن محمد ع. ولقي بعض إخوتهم وجماعة من أولادهم مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة ومحمد بن حمران وغيرهم أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع) ورووا عنه. وكان عبيد وافد الشيعة بالكوفة إلى المدينة عند وقوع الشبهة في أمر عبد الله بن جعفر وله في ذلك أحاديث كثيرة قد ذكرت في الكتب. وآل أعين أكثر أهل بيت في الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها وذلك موجود في كتب الحديث ومعروف عند رواته. وكان عبد الله بن بكير فقيها كثير الحديث وله ... ولقي عبيد بن زرارة وغيره من بني أعين أبا الحسن موسى ابن جعفر (ع).
صفحه ۱۱۴
وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا أبي الحسن الرضا ع. وله كتاب معروف وقد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمد العاصمي لأنه كان ابن أخت علي بن عاصم (رحمه الله). وكان علي بن عاصم شيخ الشيعة في وقته ومات في حبس المعتضد وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه فحبس من بينهم في المطامير فمات على سبيل ما وأطلق الباقون. وكان يسعى به رجل يعرف بابن أبي الدواهي. وله قصة طويلة
صفحه ۱۱۵
أولاد جده الأدنى والنسبة إلى زرارة
. وكان للحسن بن الجهم جدنا سليمان ومحمد والحسين أبناء الحسن ولا أدري أيهم أسن ولم يبق لمحمد والحسين ولد وقد روى محمد بن الحسن بن الجهم الحديث وروى عنه علي بن الحسن بن فضال عن عبد الله بن ميمون القداح وغيره. وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. ولنا درب في خطة بني أسعد بين محلتهم وهو في ظهر دار من دورنا وقف لم يبق لبني أعين في تلك المحلة دار غيرها وأنا أذكر حالها
صفحه ۱۱۶
بعد إن شاء الله وبين خطة بني تميم. وكان يعرف بدرب الجهم إلى أن فني بنو أعين فنسب إلى بقال على بابه فهو يعرف به إلى هذا الوقت. وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر ع. وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال الزراري تورية عنه وسترا له ثم اتسع ذلك وسمينا به. وكان (ع) يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد
صفحه ۱۱۷
سلميان وأولاده
وأمه أم ولد يقال لها رومية. وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعها ابنة لها صغيرة فرباها فخرجت بارعة الجمال وأدبها فأحسن أدبها فاشتريت لعبد الله ابن طاهر فأولدها عبيد الله بن عبد الله. وكان سليمان خال عبيد الله وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بني أعين وخرج معه إلى خراسان عند خروجه إليها. فتزوج بنيسابور امرأة من وجوه أهلها وأرباب النعم فولدت له بنيسابور ابنا فسماه أحمد مات في حياة أبيه. وولدت له جدي محمد بن سليمان. وعم أبي علي بن سليمان وأختا لهم تزوجها عند عود سليمان إلى الكوفة محمد بن يحيى
صفحه ۱۱۸
المعاذي فأولدها محمد بن محمد بن يحيى وأخته فاطمة بنت محمد وقد روى محمد بن يحيى طرفا من الحديث وروى محمد بن محمد بن يحيى ابن عمة أبي أيضا صدرا صالحا من الحديث ولم تطل أعمارهما فيكثر النقل عنهما فلما صرف آل طاهر من خراسان أراد سليمان أن ينقل عياله بها وولده إلى العراق فامتنعت زوجته وضنت بنعمتها وأهلها فاحتال عليها بالحج ووعدها الرجوع بها إلى خراسان فرغبت في الحج فأجابته إلى ذلك فخرج بها وبولده منها فحج بها ثم عاد إلى الكوفة وليس له بها دار فنزل دور أهله ومحلتهم وفيهم إذ ذاك بقية. فنزل بالقرب من المسجد الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون بني عباد خزازين في خطة بني زهرة. ثم ابتاع في موضعه دورا واسعة بقيت في أيدي ولده.
صفحه ۱۱۹
وقد خلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياته جدي محمد بن سليمان وكان أسن ولده. وعليا أخاه من أمه وحسنا وحسينا وجعفرا وأربع بنات إحداهن زوجة المعاذي من المرأة النيسابورية وباقي البنين والبنات من أمهات الأولاد
صفحه ۱۲۰
جداه سليمان ومحمد
أ- مخلفات جده سليمان في الكوفة من الدور والضياع
وخلف ضيعة في بساتين الكوفة المعروفة بالحواشية واسعة وقرية في الفلوجة تعرف بقرية منير وأرضا واسعة.
صفحه ۱۲۱
وجميعها في النجف مما يلي الحيرة ولا أدري من أي قرية هي وكان قد استخرج لها عينا يجريها إليها في قني عملها من حد قبة بالحيرة تعرف بقبة الشتيق
صفحه ۱۲۲
وقد رأيت أنا آثار القني وأدركت شيخا كان قد قام له كذا عليها وكان سبب استخراجه العين أن بعض أهل زوجته من خراسان ورد حاجا فاشتهى أن يرى الحيرة فخرج معه إليها. وكانت قبة الشتيق أحد الأشياء التي يقصدها الناس للنزهة وكانت مما يلي النجف وقبة غصين مما يلي الكوفة هي باقية إلى هذا الوقت ولا أعرف خبر قبة الشتيق هل هي باقية أو لا. فلما جلسوا للطعام قال الخراساني هاهنا ماء إن استنبط ظهر ثم ساروا فرأى النجف وعلوه على الأرض التي أسفله فقال يوشك أن يسيح ذلك الماء على هذه الأرض. فابتاع سليمان تلك الأرض وجمع منها ما أمكن ثم عمل على استنباط العين فأنفق عليها مالا فظهر له من الماء ما ساقه من القني إلى تلك الأرض. وكان له حديث حدثت به ذهب عني في أمر العين إلا أن الذي رزق من المال كان يسيرا. فلم تزل تلك الضياع في يده إلى أن مات ثم خرج ولده كلهم عن
صفحه ۱۲۳
قرية منير وعن هذه الأرض التي في النجف. وجمع جدي (رحمه الله) مع ما خصه من الضيعة في الحواشية بعض أموال إخوته وكانت تأتيه في ذلك إلى أن مات وخلفه لي ولأختين. فلم تزل في أيدينا إلى أن امتحنت في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وما بعدها فخرج ذلك عن يدي في المحن وخراب الكوفة بالفتن
ب- مواقع دورهم في الكوفة
وكانت دارنا بالكوفة من حد دور بني عباد في الخزازين في زقاق عمرو بن حريث والشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان. ودار بناها جدي محمد بن سلميان ودار بنيتها أنا ودار إصطبل
صفحه ۱۲۴
ودور للسكان ليس في الشارع وجانبيه دار لغيرنا إلا دارا لعمي علي بن سليمان ودارا لعمات أبي الثلاث وكن مقيمات ببغداد في دار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن إلى أن مات عبد الله ومتن قبله وبعده بيسير
ج- عود إلى أخبار سليمان
فأقام سليمان في دوره بالكوفة وعبيد الله بن عبد الله ابن أخته إذ ذاك ببغداد يتقلدها وله المنزلة الرفيعة من السلطان. وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان. وسيدنا أبو الحسن (ع) يكاتبه. وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما يحمل. ومات سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومائتين بمدة ولست أحصيها. وكانت الكتب ترد بعد ذلك على جدي محمد بن سليمان إلى أن مات (رحمه الله) أول سنة ثلاثمائة.
صفحه ۱۲۵
ويحمل إليه ما لم أكن أحصله لصغر سني. وكان آخر ما وردت عليه الكتب في ذكري سنة تسع وتسعين وحملت إليه هدايا من هدايا خراسان فكاتبه ابن خاله وكان يعرف بعلي ابن محمد بن شجاع حفظت ذلك لأن جدي (رحمه الله) كان يطالبني بقراءة كتبه وكانت ترد بألفاظ غريبة وكلام متعسف. فوردت الكتب عليه وعاد الحاج وقد مات في المحرم سنة ثلاثمائة وسنة ثلاث وستون وكان مولده بنيسابور سنة سبع وثلاثين ومائتين فعرف من عاد من الحج ممن جاء بالكتب خبر موته. ولم تكن لي همة أستعلم حالهم وأكاتب ابن خاله الذي كان يكاتبه وانقطعت الكتب عنا وما كان يحمل بعد سنة ثلاثمائة شيء. وكاتب الصاحب (ع) جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة
صفحه ۱۲۶
أعين وأولاده إجمالا وتفصيلا
أ- إجمال عدد آل أعين
وقل رجل منا إلا وقد روى الحديث. وحدثني أبو عبد الله ابن الحجاج (رحمه الله) وكان من رواة الحديث أنه جمع من روى الحديث من آل أعين فكانوا ستين رجلا. وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشايخه أن بني أعين بقوا أربعين سنة أربعين رجلا لا يموت منهم رجل إلا ولد فيهم غلام
ب- دورهم في الكوفة
وهم على ذلك يستولون على دور بني شيبان في خطة بني أسعد بن همام ولهم مسجد الخطة يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد (ع) وصلى فيه.
صفحه ۱۲۷
وفي هذه المحلة دور بني أعين متقاربة وقد بقي منها إلى هذا الوقت دار وقفها محمد بن عبد الرحمن بن حمران على أهله ثم على الأقرب فالأقرب إليه. وكانت في أيدي بني عقبة الشيباني ولم يتكلم فيها أحد من أهلي ولا تعرض لها حتى تكلمت أنا فيها في سنة أربع وستين وثلاثمائة وأشهدت على الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده أنها وقف على بني أعين وأخذت من إجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبي جعفر بن سليمان. ولم يكن في كتاب الوقف زيادة في النسب على محمد بن عبد الرحمن بن حمران. وكان في الكتاب شهادة علي بن الحسن بن فضال ومحمد بن محمد ابن عقبة الشيباني ومحمد بن هديم الشيباني. وأظنه محمد بن عبد الرحمن بن حمران بن أعين
ج أعين وأبوه
وكان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان من الجلب فرباه وتبناه فأحسن تأديبه فحفظ القرآن وعرف الأدب وخرج أديبا
صفحه ۱۲۸
بارعا فقال له مولاه أستلحقك فقال لا ولائي منك أحب إلي من النسب. فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم وكان راهبا اسمه سنسن وذكر أنه من غسان ممن دخل بلاد الروم في أول الإسلام. وقيل إنه كان يدخل بلاد الإسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلى بلاده
د- ولد أعين تفصيلا
فولد أعين على ما حدثني به أبو طالب الأنباري- قال حدثني محمد ابن الحسن بن علي بن الصباح بن سلام المدائني- قال حدثني أبي وعمي محمد قالا حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن ولد أعين قال ولد أعين عبد الملك وحمران. وزرارة وبكير
صفحه ۱۲۹
وعبد الرحمن. بني أعين هؤلاء كبراؤهم معرفون وقعنب ومالك ومليك من بني أعين غير معروفين فذلك ثمانية أنفس وبغير هذا الإسنادلهم أخت يقال لها أم الأسود ويقال إنها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة أبي خالد الكابلي وبالإسناد الأول قال
صفحه ۱۳۰