أنه قال: «اتقوا الله في الضعيفين: المملوك والمرأة.» وفي الأثر الكريم: «لقد أوصاني حبيبي جبرائيل
14
بالرفق بالرقيق، حتى ظننت أن الناس لا تستعبد ولا تستخدم.» أو كما قال.
فهل يصح في شرع العقلاء بعد وقوفهم على هذه الشعائر الغراء أن يتهموا الديانة الإسلامية السمحاء بالتوحش والهمجية؟!
وليس هذا ما في وسعناه إيراده، فقد ورد عن صاحب ديننا الحنيف القويم أنه قال: «إخوانكم (أي مماليككم إخوانكم) خولكم (بفتح الخاء المعجمة والواو، أي خدمكم؛ لأنهم يتخولون الأمور، أي يصلحونها، ومنه الخولي لمن يقوم بإصلاح البستان أو التخويل التمليك) جعلهم الله تحت أيديكم (أي ملككم إياهم) فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس (أي من جنس كل منهما، والمراد المواساة لا المساواة من كل وجه نعم، الأخذ بالأكمل وهو المساواة - كما فعل أبو ذر - أفضل
15
فلا يستأثر المرء على عياله وإن كان جائزا، قال النووي:
16
يجب على السيد نفقة المملوك وكسوته بالمعروف بحسب البلدان والأشخاص، سواء كان من جنس نفقة السيد أو فوقه، حتى لو قتر على نفسه تقتيرا خارجا عن عادة أمثاله؛ إما زهدا أو شحا، لا يحل له التقتير على المملوك وإلزامه بموافقته إلا برضاه )، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه»؛ لأنه ورد في حديث آخر: «إن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم.»
17
صفحه نامشخص