وقد وجدت في «الجيتا» من أفكار فلسفية عميقة وعلم نفس ومنطق منظم يعتمد على الفكر والعقل أكثر من كثير من الكتب الدينية الأخرى التي تورد بعض الأحكام والمعجزات بغير تحليل وبغير منطق علمي أو فلسفي، وإنما تعتمد فقط على نوع من الإيمان الأعمى بحقائق ثابتة. •••
قالوا لي في دهشة: ألم تذهبي إلى جايبور؟ قلت: ماذا في جايبور؟ قالوا: جميع السياح يذهبون إلى جايبور. قلت: ولكني أذهب إلى حيث لا يذهب السياح؛ فأنا أريد أن أعرف الهند الحقيقية. قالوا: لا بد إذن أن تذهبي إلى جايبور.
أعطتني المضيفة الهندية جريدة الصباح (اليوم 21 فبراير 1975)، قرأت في الصفحة الأولى خبرا يقول إن البوليس ضبط كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات ومائة مليون روبية في إحدى الحجرات السرية داخل أحد قصور المهراجا في مدينة جايبور بولاية راجاستان. قام البوليس بحملة تفتيش كبيرة في قصور جايبور، وأغلقت هذه القصور لمدة ستة أيام متصلة ولم تفتح أبوابها مرة أخرى للسياح إلا منذ ثلاثة أيام.
قلت لمضيفة الطائرة: إذن لو حضرت إلى جايبور منذ ثلاثة أيام لما استطعت أن أزور هذه القصور. وابتسمت المضيفة السمراء الجذابة وقالت: نعم، أنت محظوظة.
وسألتها: ما هذه القصور المشهورة في جايبور؟
قالت: هذه القصور كان يملكها حكام راجاستان. لم تكن ولاية واحدة كما هي الآن، ولكنها كانت مقسمة إلى عشرين ولاية، ولكل ولاية منها مهراجا، ولكل مهراجا عدد من القصور الضخمة. وقد عثر البوليس على هذه الأموال والمجوهرات في حجر نوم سرية داخل القصور.
وسألتها: ومن يعيش الآن داخل هذه القصور؟
قالت: بعضها أصبح متاحف يقصدها السياح، وبعضها تحول إلى فنادق درجة أولى، وبعضها لا يزال يسكنه أولاد المهراجات وزوجاتهم.
هبطت الطائرة الصغيرة في مطار جايبور، انطلق نحونا رجل هندي (يقوم بدور المرشد للسياح) وأخذ يعرض علينا خدماته، وأخذنا إلى العربة الهندية الصغيرة وركب إلى جوار السائق بعد أن قال له بالهندية بضع كلمات.
في الطريق إلى المدينة رأيت قصرا قائما فوق ربوة عالية، وقال المرشد الهندي: هذا أحد القصور الخاصة التي لا يدخلها السياح.
صفحه نامشخص