قرب ابار عميقة الغور ، كان ماؤها اجاجا ، يشوبه طعم الكبريت ، وفي اخر النهار ، وجدنا بئرا ماؤها عذب.
كثيرا ما كنا نسير في دروب مطروقة من القوافل ، لذا اخذنا نهتم بمراقبة النجوم ... وكنا بحاجة ماسة الى الماء ... انقضى يوم اخر ، وكنا نسير في الطريق المؤدي الى عين طيبة Taiba وهي موطن ابينا المعظم ايليا (1) (حسبما يؤكد بعض المؤرخين). فاقترح الجندي علي ان نتزود هناك بالطعام. ولكننا لم نتوقف لان تلك البقعة كانت مليئة باللصوص ، ولان دراهمنا كانت قليلة ، فاكملنا مسيرتنا ... مضينا الى قرية سيبيلا Sibilla وهناك لحق بنا السوري دون حصان ، واخبرنا قائلا بان حصانه لم يعد يتمكن من مواصلة السير ، واستضافنا شيخ القرية معتقدا اننا تتر فاحسن وفادتنا ، وارسل الشيخ رجاله ليحضروا حصان السوري ، ثم سرنا من هناك ، بعد ان ابقينا الحصان العليل عند الشيخ كي يعالجه ، كما بقي عندهم اسكندر والشاب السوري كي يستريحا هما ايضا من تعب الطريق ، على ان يلحقا قافلتنا متى ما تعافى الحصان ليكملا طريقهما الى حلب ... وقد مررنا بقرى عديدة ، وفي منتصف اليوم التالي بانت مدينة حلب من بعيد ، فغمر قلوبنا فرح لا يوصف ورفعنا نشيد الشكر لله ، واكملنا طريقنا الى باب المدينة فدخلناها مغتبطين.
وعند وصولنا الى محلة الافرنج (2) سقط احد الجنود عن حصانه ، وبقيت رجله متعلقة بالركاب ، فجره الحصان بضعة امتار فوق ارض حجرية صلبة ، وبالرغم من الحادث الخطر فقد قام الرجل سالما ولم تحدث له
صفحه ۷۳