فخلفه ابنه علي (1)، ثم جلس بعده حفيده المدعو حسين (2) Osen ولما كان الرجل قد طعن في السن ، فقد سلم الباشوية الى ابنه محمد (3)، محتفظا بحقوق الحكم الشرعية ، ورغم تقدمه بالسن فقد كانت اخلاقه فاسدة ، وبالرغم من علو مقامه ، [فقد قام باعمال لا تليق بمركزه] (4).
عندما زار هذا الوالي ديرنا ، وقع نظره على شاب روسي الاصل كان يخدم هناك فشغف به ، وكان الفتى طريفا وخلوقا ، فطلبه الباشا من مدير الدير ، وقدم ثمنا له 700 قرش ... فاجابه الكاهن بانه يفضل ان يقطع اربا اربا على ان يسلم ذاك الشاب المسكين ... وعلى اثر ذلك طلب الاب المدبر مني ان اصطحب الصبي الى ايطاليا لان حياته باتت في خطر في تلك الاصقاع ، فقبلت المهمة عن طيب خاطر ، وكان الشاب يتقن العربية والفارسية والتركية وله المام بالبرتغالية. وكان اسمه يوسف وقد استرقه الاتراك اذ كان طفلا مع امه على حدود روسيا فقادوهما الى اسطنبول ، وهناك اشتراهما رجل ارمني فتحنن الرجل على الطفل فاودعه الى عناية الاباء الكبوشيين الذين ارسلوه الى ديرنا ، وكان الفتى في تلك الاثناء عليلا.
وكان في الدير غلام اخر اسمه اسكندر واصله من بروت في روسيا ، اختطفه التتر وباعوه الى الجركس الذين عادوا فباعوه الى وزير من سادة بلاط اصفهان ، ومن هناك هرب بمساعدة رهباننا ثم جاء الى ديرنا. واذ كان في اصفهان اشهر اسلامه واختتن ... فطلب الاب المدبر اصطحاب الشاب الى اوروبا ...
صفحه ۵۴