* الفصل السابع عشر
* مكوثنا في البصرة
قدم لزيارتنا في الدير ، كثيرون من المسيحيين الجدد ، الذين اقتبلوا العماد في كنيستنا ، وهم من نصارى القديس يوحنا (1) ويكثر هؤلاء في تلك المناطق. وليس لهم اسرار مقدسة ولا شريعة دينية ، بل يعيشون على الفطرة ، وقد ملأت الاساطير والخرافات عقولهم ....
تقع البصرة في بلاد العرب الصحراوية Arabia deserta وهي مدينة كبيرة ، لكنها ليست جميلة ، وهي غنية بالبضائع التي تردها من بلاد العرب ومن اوروبا وايران والهند (2) وتكثر فيها الفواكه على انواعها ، والحمضيات بصورة خاصة ، ويسكنها شعب من مختلف الاقوام والجنسيات ...
ان حاكم البصرة «أي الوالي» هو في الواقع ملك مستقل اكثر من باشا عادي خاضع للسلطان. فقد اصبح دست الولاية وراثيا ، ولذا فانه يدير شؤون المنطقة حسب هواه. ونظرا الى ان جيشه لم يكن قويا عدة وعددا ، كما ان ولايته واقعة بين مملكتين جبارتين اعني العثمانية والفارسية ، فلكي يكسب رضا الطرفين وصداقتهما ، ولكي يهرع لنجدته احدهما اذا ما حاربه الطرف الاخر (3)، لذا كان يدفع جزية الى الطرفين ، وفي الوقت نفسه كان يجتهد في
صفحه ۴۵