رحلة الشتاء والصيف

محمد کبریت d. 1070 AH
175

رحلة الشتاء والصيف

رحلة الشتاء والصيف

پژوهشگر

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

ناشر

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٣٨٥ هـ

محل انتشار

بيروت

ژانرها

جغرافیا
كلما جاء كأسُ يأسٍ مريرٍ ... جاء كأسٌ من الرجا معسولُ وقد رمتني الحوادث بسهامها، وعبست الأيام بعد ابتسامها، فلله ما لاقيته من المتاعب في تلك المطالب، ولقد كنت في سعة عن مطالب هاتيك المتاعب: ولكنّ أسباب الضروراتِ لم تزل ... إلى غيرِ ما تهوى النفوس تقودُ ومثله: أقمتُ بها شهرين في حال غربةٍ ... أرجّي نداها والجنونُ فنونُ وما نلتُ منها طائلًا غير أنني ... تعلمتُ طعمَ الذل كيفَ يكونُ وقال غيره: لي كلّما ابتسم النهارُ تعلّة ... بمحدّث ما شان قلبي شأنهُ فإذا الدجى وافى وأقبل جُنحه ... فهناك يدري الهمُّ أين مكانهُ وقال غيره: غِنىً في يدِ الآمالِ لا أستفيدهُ ... ودَينٌ على الأيامِ لا أتقاضاهُ يرى الصبر محمودَ العواقبِ معشرٌ ... وما كلّ صبر يحمد المرء عقباهُ فكنت كمن ترك الوقار وكان من أهله، وسُلب القرار لذهاب عقله، وغدا يساور الهموم، ويسامر النجوم، فلا يطيب له المقيل، والحال كما قيل: يبيت كما بات السليم مسهدًّا ... وفي قلبهِ نارٌ يشب لها وَقْدُ وقد هجرَ الخلان من غيرِ ما قِلى ... وأفرده الهمُّ المبرح والوجدُ فلم يَرْثِ لي دهري الخؤون، ولا رَقَّ لي زماني المفتون، حتى كأني في

1 / 177