رهیلنت شلبی بلا او میصر

حسین مجیب مصری d. 1425 AH
48

رهیلنت شلبی بلا او میصر

ژانرها

الجنة)، وبينما كان مصرايم فى طريقه من غزة إلى مصر ظهرت على يمنة طريقه آثار كثير من الأبنية ، وعندما هدم بخت نصر مصر انهدمت كذلك مدينة درسان.

ومن الملوك الذين ملكوا مصر بعد ذلك يوسف صلاح الدين ، والسلطان قايتباى ، ولقد أقاما جامعا وقلاعا من أحجار ورخام درسان ، وعمرا مصر ، وابن مصرايم بانى هذه المدينة مدفون فى قبر عالى القبة ، قبته تمس الفلك علوا ، وقد تخربت هذه المدينة ، أما سبب عمران هذه القبة فهو أن جميع القبط يزورونها ويعمرونها ويرممونها واسمه قبطم بن بيطار بن حام بن نوح عليه السلام ، أما مصرايم فقد عمر سبعمائة عام وبذل الجهد فى إعمار مصر كأنها صرح شامخ ، وكان له مائتان من الولد وكثرت لأولاده ولإخوتهم الثلاثين الذرية ، حتى أصبح إقليم مصر بحرا من بنى آدم ، وكانوا جميعا على دين جدهم نوح عليه السلام ، وأولاد مصرايم هذا استقل كل منهم بحكم إقليم وبعد أن عاش مصرايم سبعمائة عام وقع تحت حكم قوله تعالى : ( ارجعي إلى ربك ) الفجر : 28 ، ودفن مصرايم مع أبيه بيطار فى الهرمين إلى جانب سوريد بانيهما قبل الطوفان ، وفى ذلك العهد كان يزور الهرمين عوام الناس وخواصهم لأن الملوك قاطبة كانوا يدفنون فيها ، كما كانوا إلى عهد إبراهيم عليه السلام يطوفون حولها كالطواف حول الكعبة ، ولكن أصبح الملك من بعد فى مدينة درسان لقبطم ، وهو من أم قبطية ، وفى درسان التى أقامها أبوه مصرايم بدأ يعبد الله تحت الشجرة التى ولد فى ظلها ، وبدأت عبادة الشجرة بقبطم ، وقد ارتد عن دين جده نوح ، ووقعت الفرقة بين إخوته وعمومته الثلاثين ، وابتدع كل منهم له مذهبا ، وأخذ ابن مصرايم له مذهبه عن قبطم ، وذاعت له الشهرة وأصبح ملكا عظيما ، وجميع القبط من نسله ، وبقيت تواريخ القبط منه ، ومن نسل إدريس عالم أحاط بكل العلوم وكتب تواريخ القبط (فليس لتواريخ القبط أصل ونشأة ، لأنه بعد هبوط آدم وبفضل إدريس انتشر علم الكتابة وعلم الحساب وعلم النجوم ، وقد تيسرت تلك العلوم لقوم القبابطة ، إنهم لا يشبهون قوما آخرين ، والآن (1) فى مصر كل أرباب الدولة فى حاجة إليهم ، فليس لهم من نظير

صفحه ۵۲