ومن خلال ما جاء فى هذه الرحلة من معلومات ، نقول أن أوليا جلبي ولد في العاشر من المحرم عام 1020 ه الخامس والعشرين م مارس عام 1611 ، في حي (اون قايا) أحد أحياء استانبول. كان والده كما ذكر في بعض المواضع من رحلته يدعي درويش محمد أغا ، ابن درويش محمد ظلي أفندي ، وكان هذا الأخير صائغ ذهب. (قيومجي) فى القصر السلطاني. وقد مال أوليا جلبي إلى المبالغة كثيرا في ما ذكره من أخبار في ثنايا رحلته. ومن هذه (المبالغات) أنه كان يوجد في بيوتهم عند مولده حوالي سبعين من العلماء والشيوخ ، وقد تمكن بمددهم المعنوي أن ينجو بيسر وسهولة من كل ما صادفه في حياته من آلام وصعاب. وقد دون هذا كله ليذكر أن والده كان رجلا معروفا ، وما يؤكد هذا التصور ، ما ذكره من أن والده اشترك فى فتح جزيرة قبرص ، وأنه قد مفاتيح ماغوسا. كما أنه صنع بنفسه ميزاب الكعبة في زمن السلطان أحمد الأول ، وحمله إلى الحجاز باعتباره أمينا للصرة. واشترك في أعمال زخرفة باب ونوافذ مسجد السلطان أحمد ، وأنه حظى بتقدير السلطان أحمد الأول لهذا السبب فرفع مكانته حتى أصبح (مصاحبا للسلطان). أما ما ذكره أوليا جلبي عن أجداده ، فلايعدو أن يكون معلومات غير منتظمة. ويتصل نسب عائلته بأبناء كرميان ، ويذكر أنه ينحدر من نسل الشيخ أحمد يسوي. وأن أحد أجداده وكان يدعي ياووز أر ، كان بيرقدار السلطان الفاتح. وأن ياووز أر هذا قد ابتني من مال الغزو مائة دكان أوقفها كلها ، وكذلك البيت الذي ولد فيه أوليا جلبي.
ذكر أوليا جلبي أن أجداده عاشوا في حي زره كان في كوتاهية. ثم جاءوا بعد الفتح إلى استانبول واستقروا فيها. وكانت عائلته تمتلك علاوة على البيوت التي تمتلكها في كوتايهة ، منزلا في حي اينه لك ، وآخر في بورصه ، وفي مغنيسيا ، ومزرعة في صنديقا. وبعد استقرار عائلته في استانبول ، امتلكت بيتين ودكانا في (أون قابان). وفي مدار حديث أوليا جلبي عن هذه الممتلكات ، يذكر أن له حديقة في قاضي كوي. أما أمه فكانت من الأباظه (الأبخار)، وذكر أنه تربطه صلة قرابة من ناحية أمه بكل من ملك أحمد باشا ، ودفتردار زاده محمد ، وإبشير مصطفى باشا. وأن له أخ يدعى
صفحه ۷