وأفاض أوليا جلبى فى ذكر الفتح العثمانى لمصر ، ودواوين العثمانيين بها ورسومهم ، ومواكبهم ، وجندهم ورواتبهم وملابسهم ، وفرقهم وذلك من خلال صفحات الكتاب.
* علاقة مصر والدولة العثمانية من خلال رحلة أوليا جلبى
من أهم مميزات هذا الكتاب هو توضيحه لموقف مصر من الدولة العثمانية قبل دخول العثمانيين إليها ، ثم توضيح وإظهار الصورة المضيئة للعثمانيين فى ظل حكمهم مصر.
أما بالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بموقف مصر من الدولة العثمانية قبل الفتح العثمانى لها بين أوليا أن دخول العثمانيين مصر كان بناء على رغبة أهلها وبموافقاتهم ولم يدخلوها عنوة حيث يقول :
وبسبب ظلم الشراكسة وطغيانهم ، قدم من مصر كثير من أولياء الله إلى الشيخ أبو السعود الجارحى والشيخ مرزوق كفافى يشكون ، كما تشاور العلماء والصلحاء فى الأمر وقالوا : إذا مضينا من مصر إلى المغرب وجدنا قوم سوء وإذا مضينا إلى الهند كانت بلاد بعيدة ، وإذا مضينا إلى العجم ، وجدنا فى مذهبهم شبهة ، وإذا مضينا إلى الأكراد فدولتهم لاثبات لها ، فهلموا لنذهب إلى آل عثمان فإنهم مؤمنون موحدون ، إنهم يحبون العلماء والصلحاء والمشايخ وهم أهل الشرع وأصحاب السيف ، وحيثما مضوا كان النصر لهم ، هلموا لنمض ، إليهم ، فتم اتفاقهم على ذلك وقرأوا الفاتحة ، وهتف كل من الشيخ أبو الجارحى ، والشيخ مرزوق كفافى قائلا : تعال يا سليم تعال يا سليم وكان السلطان سليم فى مشتاه بأماسية مع وزراءه يتشاور ، فقال الطواشى سنان باشا يونس باشا إننا سمعنا من قال يا سليم ثلاث مرات وقيلت صراحة ، فقال السلطان سليم : عندما كنت فى سياحتى بمصر مع حليمى قال أبو السعود الجارحى ومرزوق كفاف بالمكاشفة : يا سليم روح اجلس على تخت أبوك وإذا ما دعوناك إلى مصر فاقدم هذا ماقالاه.
ويقول أوليا جلبى عن بشريات فتح العثمانيين مصر :
«ومضى سليم إلى بورسة لزيارة أمير سلطان فقال السلام عليكم يا أهل القبور ،
صفحه ۲۹