«وليعلم من يطلعون عليها (يقصد رحلته) أن ما في رحلتنا هذه من أخبار وأحداث مستمدة من خرائط علوم الهيئة والأطلس والجغرافية وتواريخ القبط وتواريخ اليونان وعلم النجوم وبعض العلماء ذوي العقول الراجحة.
ومن أمثلة استعانته بتلك المصادر التى ذكرها يقول :
وبناء على تواريخ اليونات أن مصر أول بلد عربى على وجه الأرض تميز بالعمائر العظيمة والأخرى بغداد والصين وعراق الداديين وهذه المدن الأربعة تشكل السوء الأعظم من العالم.
«وبناء من أمثلة اعتماده على تواريخ الصابئة وهي من المصادر الأساسية له خاصة في فترة التاريخ القديم منذ هبوط آدم ، وأخبار وسير أبنائه يقول : «وجاء في تواريخ الصائبة أن إدريس كان له في علم الكتاب اليد الطولي والقدم الراسخة ، وكانت له معرفة بكل ما في الوجود من شيء ، ويحرز جميع الوقائع في يوميات ويحفظها في جبال الأهرام».
أيضا اعتمد على تواريخ القبط فقال في إحدى فقراته التى نقلها عن هذه التواريخ وهي خاصة بدعاء سيدنا آدم عليه السلام لمصر يقول أوليا جلبي : «أما دعاؤه لمصر ، الذي أخذت ترجمته عن التواريخ القبطية فسوق نكتبه في مجموعتنا تلك. دعاء سيدنا آدم عليه السلام صفي الله في حق مصر بلسان كلام الله العبري «صام اللهم طط زد لم يتم إيما نمي حوز جيرز باشيطا لأن صقله فلازريبا قورتا ربني قورتا بني (مصرع ثاني) شوزم تراكن جملة ملكلرك طرز ولم شريزتنا بكا خذمت اتسنلر.
وعن مصادر في المعلومات الجغرافية كان «بطليموس» هو المفضل له حيث يقول : «وعلى حد بطليموس الحكيم على وجه الأرض مئتا نهر عظيم وأربعة وأربعون ألف عين جارية».
هذا بالنسبة للتاريخ القديم ، والنواحى الجغرافية ، أما عن تاريخ مصر الإسلامية فإن أهم المصادر التى اعتمد عليها هو كتاب تاريخ المقريزي والذي نقل عنه الكثير واستشهد به في كثير من مواضع كتابه ، بل ومدحه قائلا :
«وقد اطلعت على كتب التاريخ ومنها كتاب المقريزي القيم ، إنه واسع العلم بالعربية والسريانية ، والقبطية ، واليونانية ، وكأنه في كثرة سياحاته فيثاغورث وقد تحدث عن أول من بنى مصر القديمة وكان ما قاله صحيحا ، وهو القائل إن آدم استوطن مصر ثم أمره
صفحه ۲۰