جربت كل وسيلة للتأثير على رأي الپاشا في هذا الشأن ، وحتى بعد أن طلبت ذلك بواسطة قائد الجند الإيراني المرابط هناك وهو بحكم الضرورة ذو تأثير كبير ، وكان يضحك على جميع الاعتراضات التي أثيرت ضد الرحلة قد اضطررت إلى ترك المشروع والتخلي عنه ، وقد كان الپاشا يصر على ان المجازفة عظيمة ، وأنه لا يسعه ان يسمح بالمحاولة ، ولذلك أكرهت على التخلي عن المجازفة بالذهاب إلى شهرزور ليقوم بها بطل أكثر حظا مني. وقد سمعت بعد ذلك ان الپاشا كان محقا إلى مدى غير يسير ، لأن المكان في مثل هذا الموسم يكون غاصا باللصوص الذين يتقاطرون إليه من الأصقاع الجبلية في كرمنشاه وهمذان وأردلان ، ولذلك كانت حادثة النهب أو اللصوصية حينما تقع يصعب اكتشاف الفاعلين وإنزال العقاب بهم.
وفي خلال الحديث لم أسمع سوى قليل من التفصيلات الأخرى عن شهرزور ، وها إني ألخصها على الوجه الآتي : تحد السهل من الشرق والجنوب جبال شاهقة كثيرة الوعورة ، وهو يحتوي على مواقع وأطلال خمس أو ست من المدن أو البلدان القديمة. وتسمى إحداها القلعة ، وهي عبارة عن تل كبير عال. وهناك بعد هذا ياسين تپة وكولعنبر ، وعربت ، وخرابة ، وغير ذلك. وقد أخبرني شخص أو شخصان أن أحجارا ذات حجم كبير تحمل كتابات يعتقد انها مكتوبة بالحروف الأوروپية (اليونانية) تستخرج أحيانا عند الحفر في هذه السهول. وهم يقولون ان أحد الباليوزات (1) من تبريز وجد حينما كان في طريقه إلى بغداد حجرا من هذه الاحجار في عربت. وسمعت كذلك ان حجرا آخر من هذا النوع عثر عليه أثناء الحفر في بردكر ، وهي قرية تقع في أسفل الجبال الجنوبية الشرقية التي تحيط بالوادي. وقد حدثني أحد الشيوخ عن «بودخانة» ، أو معبد للصور ، وجد في إحدى جهات السهل وكان فيه حجر مغطى بالأحرف التي لم يستطع أحد حل رموزها في هذه البلاد.
صفحه ۴۰