المجاورة ، وحتى على سوج بولاق في بعض الأحيان. وهناك كذلك الروان والهركية والنوجية ، وعشائر كثيرة أخرى ميالة هي ايضا إلى أن تسلي نفسها على هذه الشاكلة. ومن حسن الحظ أن تنشأ إلى الغرب من هذه المنطقة قوة مرهوبة الجانب تستطيع ، على ما فيها من خشونة ، أن تمارس تأثيرا مطوعا على هؤلاء النهابين الشرسين وتجبرهم على الخضوع التام الضروري ، برغم ما فيه من تعسف ، فتجعل بذلك قسما من البلاد آمنة سالمة يمكن التجول فيها في حالات معينة.
فلم يكن محمد باشا ، الذي يعرف بمير راوندوز (1)، قبل سنوات قليلة سوى رئيس مثل سائر الرؤساء الأكراد وقائد يقود محاربي عشيرته التي لم تعرف بغير اسم راوندوز. وقد بدأ سيرته بتنحية والده عن رئاسة القبيلة بحجة عدم اقتداره في تدبير شؤونها خلال الأيام العصيبة. على أن البعض يقول إن الوالد المتقدم في السن كان ميالا بطبيعته إلى الهدوء والتعبد فطلق العالم ومغرياته ، ووضع ابنه في منصبه. وبالطريقة نفسها تخلص من بعض إخوته ، فثبت أقدامه بحزم وقوة وأصبحت له السلطة المطلقة في موطنه راوندوز. وأخذ بعد ذلك يعمل على تعزيز سطوته وجمع الأتباع استعدادا لمعاركه المقبلة. لكن نهضته الحقيقية تبدأ بالحرب التي نشبت بين إيران وروسية حين اضطر الأمير المالك إلى سحب قواته وتحشيدها تجاه عدو أشد خطرا على
صفحه ۱۴