وقد كان سكانها يعتقدون بأن قلعتهم لا يمكن أن تستولي عليها قوة في العالم ، ولم يكن ينتظر حتى الباشا نفسه أن تقع في يده بهذه السرعة. غير أنه حدث ذات يوم انه قد هوجم هو نفسه من كمين كانت ثلة استطلاعية تابعة للعدو قد نصبته في مكان خطر ، وكاد يؤخذ أسيرا بهذه الطريقة. فاغتاظ أتباعه لذلك بحيث إنه سار في صباح اليوم التالي على رأسهم لمهاجمة ذلك المكان الذي تم احتلاله بالفعل خلال ثلاث ساعات بعد أن خسر مئة وخمسين من رجاله فقط. فاندهش أكراد العمادية لهذه المفاجأة الفذة بحيث إنهم تخلوا عن المكان من دون مزيد من القتال.
وفي يوم 30 أيار وصل كتاب من الباشا ينطوي على أمره بإبقاء الدكتور روص في أربيل حتى يطلبه هو على أن يخدم ويعامل بغاية الاحترام ، فكان لذلك تأثير في تحسين أحوال معيشته وتأمين راحته. وفي 6 حزيران وصل الخبر بأن الأحوال في العمادية قد سويت ، فتخلى الباشا السابق ، سيد باشا ، عن منصبه ونصب موسى (1) باشا في مكانه. كما نصب سليم باشا في عقرة ، ولما كانت جميع البلاد قد خضعت لحكومة راوندوز فقد أصبح كل شيء هادئا تمام الهدوء. ومع ذلك لم يصل أي أمر من سموه بإرسال الدكتور إلى معسكره إلا في يوم 3 تموز ، بعد كثير من الاعتراضات والاحتجاجات وعدد من التأكيدات المضللة عن وصول الباشا السريع إلى أربيل. فالظاهر أن الحاشية تبقي حركات الباشا وسكناته في سرية تامة ، إذ ليس في مقدور أحد أن يحزر متى تتم هذه المسيرة أو تلك ، حتى ولا أن يعرف الجهة التي ستسير فيها الجيوش إلى أن يتم الركوب.
وقد عبر الدكتور روص نهر الزاب بالكلك الذي يصفه بكونه أشبه ب «عربة نبتون» وقد سحب الكلك عبر النهر بحصانين اثنين سيقا في أول الأمر إلى الماء ثم ظلا يحثان على العبور من قبل ركاب الكلك نفسه الذين كانوا يقبضون على ذيليهما بقوة. فوصلت الجماعة إلى عقرة بعد مسيرة أربع عشرة
صفحه ۲۴