رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
ژانرها
موجز الأحداث الحضارية والعمرانية والسياسية في النوبة. (1) التربة مرتبطة بمصر سياسيا واقتصاديا. (2) اقتسام النوبة بين السلطة في مصر ودولة مروى. (3) ممالك النوبة المسيحية المستقلة.
وبما أن التجوية عامل فعال في المنطقة منذ عدة آلاف السنين، فلا بد لنا من أن نضيف عوامل أخرى تكتونية كان لها أثر في توجيه مسار النيل في شكله الحالي، خاصة وأن المنطقة مليئة بالانكسارات والفوالق في أرجاء الصحراء الشرقية والغربية، وتكفينا دراسة الوادي الجاف شرقي مسار النيل في منطقة الشلال الأول؛ لنعرف أن النيل ربما غير مجراه في الماضي عدة مرات، ولا يفوتنا في هذا المجال الإشارة إلى الطمي السبيلي الذي يشير إلى نيل غير الذي نعرفه الآن،
2
وكذلك لا يفوتنا أن نذكر أن منسوب النيل كان أكثر ارتفاعا عن منسوبه الحالي عند منطقة سمنة وقمة في النوبة السودانية بمقدار سبعة أمتار ونصف المتر، ومعنى ذلك أن النهر كان خلال عصر الدولة الوسطى في مصر «2000 إلى 1788ق.م حسب برستيد» على هذا المنسوب العالي، بحيث أقام ملوك الدولة الوسطى حصونهم في المنطقة الصخرية المتحكمة في الملاحة النهرية.
3
فإذا كان منسوب النهر في تلك الفترة مرتفعا، فإنه يعني أن الكثير من العوائق الملاحية التي يشكلها الشلال الثالث والثاني لم تكن موجودة بل غاطسة، وأن الملاحة كانت بذلك أيسر مما صار إليه الحال في عهد الدولة الحديثة وما بعدها.
ومن ثم نفهم دور النوبة كطريق مائي وبري مهم لتجارة مصر من الأقاليم المدارية
4
خلال فترة طويلة من التاريخ منذ عصر الأسرات إلى مصر البطلمية والرومانية، وقد ظلت التجارة الآتية من الجنوب تشمل العاج وريش النعام والتوابل والأبنوس وغيره من الأخشاب النبيلة والصمغ والماشية والأسرى، فضلا عن الذهب الذي كان يعدن من الأودية الشرقية، وربما ذلك الذي يأتي من أعالي النيل أيضا، وفي مقابل ذلك كانت أهم السلع المصرية المتجهة إلى الجنوب هي المنسوجات والخرز الملون والعطور.
الأسماء التي كانت تطلق على بلاد النوبة وأقسامها وسكانها
صفحه نامشخص