رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
ژانرها
H. L. Pueckler-Muskau (1837)، والجيولوجي النمساوي يوسف فون روسيجر الذي كان يعمل لحساب مصر 1846-1849
J. Von Russegger ، والروسي رافالوفيتش Rafalowitsch (1847)، وأمليا إدواردز الإنجليزية
B. Amelia Edwards (1877) وغيرهم.
وقد كان لكل من الرحالة وجهة نظر للموضوع بعضها شخصي
1
وبعضها موضوعي، لكن ربما كان أكثر الكتابات موضوعية هي كتابات بوركهارت وروبل وبروكش-أوستن والأمير بيكلر موسكاو، وربما استقينا بعضا من هذه الكتابات لتوضيح أوضاع النوبة الاقتصادية في أوائل القرن الماضي، قبل وبعد الانضمام الكامل في النسيج المصري.
يركز بوركهارت،
2
الذي استغرقت رحلته 35 يوما من أسوان إلى شمال بلاد المحس والعودة إلى أسوان، على الأوضاع السياسية في أواخر أيام حكم الكشاف لبلاد النوبة، وما تعرضت له من دمار إثر هجمة المماليك الفارين من حكم محمد علي، والظلم الذي كان يقع على النوبيين من جراء الضرائب الباهظة التي كان الكشاف يفرضونها عليهم، ويخلص إلى أن هذا الجور سبب الفقر العام في النوبة.
لكن بوركهارت كان موضوعيا في وصف النوبة كما رآها مسرع الخطى، يقول: إن الضفة الشرقية في النوبة من أسوان إلى كورسكو أوسع وأصلح للزراعة؛ فهي مكسوة بطبقة من الطمي، في حين أن الضفة الغربية معرضة لسفي الرمال من الصحراء الغربية إلا في ظل بعض الجروف والجبال. وحيث إن رحلته كانت في فبراير ومارس، فهو يرى النهر ضيقا، وهذا أمر طبيعي؛ فالفيضان لم يأت بعد، والمحاصيل الرئيسية التي لاحظها بوركهارت هي الذرة والدخن، ويتعجب لعدم زرع البرسيم برغم غمر الفيضان للأراضي الزراعية. الزراعة لا تتم إلا بري السواقي؛ مما يستدعي وجود الأبقار لإدارتها، وتتغذى الأبقار على قش الذرة والكشرنجيج، الحقول مقسمة إلى أحواض صغيرة - 3 × 3 أمتار - تدخلها مياه المساقي. ويقول: إن الأرض تزرع بعد حصاد الذرة عدة محاصيل: منها الشعير والكشرنجيج والفول واللوبيا وتبغ رديء النوع، أما القمح فهو نادر وينضج في شهر مارس، وعلى مقربة من الدر تزرع محاصيل أخرى هي العدس والحمص والترمس والبطيخ، وإن هناك زرعة ثالثة بعد الشعير هي الذرة الصيفية التي تزرع في أبريل، ولا تتم إلا في الأرض الجيدة ولا بد من ريها بالسواقي. ولا يجب أن يفوتنا أن نؤكد أن المساحات الزراعية التي وصفها بوركهارت هي بالضرورة صغيرة؛ لأنه كان يمر وقت انخفاض النيل؛ مما يستدعي جهدا كبيرا في رفع المياه، ومن ثم كانت قدرة الناس محدودة في الزراعة، حتى لو كانوا من الذين يمتلكون أعدادا وفيرة من الأبقار.
صفحه نامشخص