رحله در اندیشه زکی نجیب محمود
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
ژانرها
ألم يقل هيجل إن «الفلسفة» كل متصل تدفعه ضرورة داخلية، فكل فلسفة كانت ولا تزال ضرورية؛ وبالتالي فليس منها ما اختفى وزال، وإنما تجدها عناصر إيجابية في كل واحد ... وآخر فلسفة هي نتيجة لجميع الفلسفات السابقة ...
24
فلا يكون، في هذه الحالة، ثمة «مفاضلة بين المذاهب الفلسفية» التي تشبه الشجرة مع نموها، ولم يكن في استطاعة أي مذهب أن يرى النور ما لم تتقدمه المذاهب السابقة كلها! (2) مشكلة الأصالة والمعاصرة
كانت قضية الجمع بين الأصالة الثقافية التي تضرب بجذورها إلى المقومات الأولية التي جعلت من العربي عربيا، وبين المعاصرة التي تجعله جزءا من زماننا بنشاطه الفكري، لا بمجرد وجوده الجسدي، هي قطب الرحى و«أم المشكلات»، كما سبق أن ذكرنا، في حياة مفكرنا الكبير، حتى إنه يقول عنها إنها أصبحت القضية التي يصح أن نقول حيالها قولة هاملت في أزمته النفسية: أن أكون أو لا أكون: ذلك هو السؤال.
25
فإذا كان موضع الإشكال عند أسلافنا هو طريقة اللقاء بين أحكام الشريعة ومنطق العقل، فقد أصبح موضع الإشكال عندنا اليوم هو طريقة اللقاء بين العلم والإنسان.
26
اللقاء بين «العقل والوجدان».
27
والصيغة التي يقترحها مفكرنا الكبير كحل لمشكلة «الأصالة والمعاصرة» هي الصيغة التي تجمع بين «العقل والوجدان»، بحيث يكون واضحا لدينا أن مجال العقل يشمل جميع الظواهر الطبيعية والاجتماعية ... إلخ التي تحتاج إلى تفسير «علمي» بالمعنى الواسع لهذه الكلمة، وهو المعنى الذي يسوي بين البشر أجمعين، ويكون هناك إمكان لعرض خطوات السير عليهم خطوة خطوة، حتى نصل من نقطة الابتداء إلى النتيجة التي ننتهي إليها، أما مجال الوجدان فهو مجال الفن والشعور بصفة عامة، وهو مجال يتميز بأنه «ذاتي» خاص بالفرد، وليس عاما مشتركا بين الناس؛ ففي بدائع الفن نجد أن لكل فنان طابعه الفردي الخاص، الذي يستمده من حياته الباطنية التي لا يشاركه فيها إنسان آخر، وعلى ذلك فإن علينا أن ندرك أنه في مقدمة الإصلاح، إذا أردنا إصلاحا، أن نربي الأجيال الجديدة على وقفة أخرى، يفرق المرء لنفسه فيها تفرقة واضحة بين ما هو عام، فيحيله إلى العقل وأدواته، وما هو خاص فلا بأس عندئذ في الركون إلى لغة الشعور.
صفحه نامشخص