رحله در اندیشه زکی نجیب محمود
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
ژانرها
1
على أن ذلك لا ينفي، بالطبع، أن يكون في الشرق علماء، ولا أن يكون في الغرب رجال فن ودين، لكن مفكرنا يبرز الخصائص العامة التي تطبع بطابعها ثقافة العالمين، فضلا عن ثقافتنا نحن. وربما كان يستهدف تفسير الأقوال التي شاعت أحيانا عن «روحانية الشرق»، «ومادية الغرب »، ثم أراد أن يمزج الطرفين القصيين في بوتقة الشرق الأوسط.
على أن ما يهمنا الآن، على الأقل، أن نبرز أهمية الكتاب في تطوره الروحي؛ فهو نفسه يصفه بأنه «جاء بمثابة حجر الزاوية في بناء فكري جديد، ظهرت معالمه الكبرى خلال السبعينيات في سلسلة كتب كان أهمها «تجديد الفكر العربي»، و«المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري»، و«ثقافتنا في مواجهة العصر».
2
وهي المؤلفات التي بلورت مشروعه الثقافي الذي نضج في الكويت كما يقول.
3
ويكشف لنا ذلك عن خطأ بعض التفسيرات التي حاولت أن تبحث عن مبررات «لتحول» زكي نجيب محمود في المرحلة الثالثة؛ فالدكتور فؤاد زكريا يرد هذا التحول إلى الأزمة التي استشعرها العقل العربي بعد هزيمة 1967م، فراح يبحث عن طريق يسلكه بين تراث الأجداد العريق وحضارة الغرب الفتية، فقد انكب مفكرنا على الفكر الغربي حتى ظن ألا فكر سواه. وظل على هذه الحال طوال الجزء الأكبر من حياته، إلى أن أتيح له آخر الأمر من الفراغ النسبي، ومن الإمكانات، أثناء علمه في جامعة الكويت، ما حفزه إلى أن يكرس من حياته خمسة أعوام عكف فيها على هذا التراث الذي ظل مجهولا لديه. واستطاع من خلال دراساته وقراءاته أن يخرج برأي أعلنه علينا في كتابه «تجديد الفكر العربي».
4
وذلك يعني أن الأزمة التي كانت تعاني منها الأمة العربية، بعد الهزيمة، كانت عاملا أساسيا من عوامل تلك الوقفة، التي وضع فيها مفكرنا تراثنا العربي في موضع الاختبار «ولو أمعنا الفكر قليلا لما وجدنا أدنى تعارض بين الوجه الشخصي والوجه العام لتلك الأزمة، التي تشغل عقل كل مثقف عربي واع في هذه الأيام ...»
5
صفحه نامشخص